ابن هشام، يلوم قومه على مبايعتهم عمر بن عبد العزيز، لما أخذ في رد المظالم، وقسا في ذلك على أهل بيته خاصة:
فقل لهشام، والذين تجمعوا ... بدابق: موتوا، لا سلمتم مدى الدهر
فأنتم أخذتم حتفكم بأكفكم ... كباحثة عن مدية وهي لا تدري!
عشية بايعتم إماماً مخالفاً ... له شجن بين المدينة والحجر!
فقد قدم المسند إليه على الخبر الفعلي في قوله:(فأنتم أخذتم حتفكم بأكفكم) ليفيد بذلك التقديم أنهم هو الذين جنوا على أنفسهم بأيديهم حين بايعوا عمر بن عبد العزيز - في زعمه - وليس عمر بن عبد العزيز هو الذي جنى عليهم برده المظالم. لأن السياق يدل على إفادة التقديم هذا التخصيص، وذلك لأنهم لما أنكروا قسوة عمر بن عبد العزيز في رده المظالم من أهل بيته، أراد الشاعر أن يقول لهم: لا تلوموا هذا الإمام على ما فعل، ولوموا أنفسكم، إذ بايعتموه، فهو لم يظلمكم بما فعل، وإنما أنتم الذين ظلمتم أنفسكم بمبايعته.
وقد رد أحد بني مروان على ابن الحكم بن هشام فقاله:
لئن كان ما يدعو إليه هو الردى ... فما أنت فيه ذا غناء ولا وفر
فأنت من الريش الذنابي ولم تكن ... من الجزلة الأولى، ولا وسط الشعر
ونحن كفيناك الأمور، كما كفى ... أبونا أباك الأمر في سالف الدهر