للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السعدي: أي: " أي: المطلع على سرائرهم وضمائرهم" (١).

قال البغوي: أي: فلما" قبضتني ورفعتني إليك، {كنت انت} الحفيظ عليهم، تحفظ أعمالهم" (٢).

قال الطبري: " يقول: فلما قبضتني إليك، كنت أنت الحفيظ عليهم دوني، لأني إنما شهدت من أعمالهم ما عملوه وأنا بين أظهرهم. وفي هذا تبيانُ أن الله تعالى ذكره إنما عرّفه أفعالَ القوم ومقالتهم بعد ما قبضه إليه وتوفاه بقوله: {أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله} " (٣).

قال السدي (٤) وابن جريج (٥): " أما {الرقيب}، فهو الحفيظ".

عن ميسرة قال: "قال الله تعالى ذكره: {يا عيسى أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله}؟ قال: فأُرعدت مفاصله، وخشى أن يكون قد قالها، فقال: {سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب} " (٦).

قال طاوس: ": احتج عيسى، والله وقّفه" (٧).

قوله تعالى: {وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: ١١٧]، أي: " وأنت المطّلع على كل شيء لا يخفى عليك شيء" (٨).

قال الطبري: " يقول: وأنت تشهد على كل شيء، لأنه لا يخفى عليك شيء، وأما أنا، فإنما شهدت بعض الأشياء، وذلك ما عاينت وأنا مقيم بين أظهر القوم، فإنما أنا أشهد على ذلك الذي عاينت ورأيتُ وشهدت" (٩).

قال السعدي: أي: " علما وسمعا وبصرا، فعلمك قد أحاط بالمعلومات، وسمعك بالمسموعات، وبصرك بالمبصرات، فأنت الذي تجازي عبادك بما تعلمه فيهم من خير وشر" (١٠).


(١) تفسير السعدي: ٢٤٩.
(٢) تفسير البغوي: ٣/ ١٢٢.
(٣) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٩.
(٤) أخرجه الطبري (١٣٠٣٢): ص ١١/ ٢٣٩. واللفظ له.
(٥) أخرجه الطبري (١٣٠٣٣): ص ١١/ ٢٣٩.
(٦) أخرجه الطبري (١٣٠٣٦): ص ١١/ ٢٤٠.
(٧) أخرجه الطبري (١٣٠٣٤): ص ١١/ ٢٤٠.
(٨) صفوة التفاسير: ٣٤٦.
(٩) تفسير الطبري: ١١/ ٣٣٩.
(١٠) تفسير السعدي: ٢٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>