للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الطبري: " يقول: ما قلت لهم إلا الذي أمرتني به من القول أن أقوله لهم، وهو أن قلت لهم: {اعبدوا الله ربي وربكم} " (١).

قال ابن كثير: "أي: ما دعوتهم إلا إلى الذي أرسلتني به وأمرتني بإبلاغه: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ} أي: هذا هو الذي قلت لهم" (٢).

قال السعدي: أي: "فأنا عبد متبع لأمرك، لا متجرئ على عظمتك، ما أمرتهم إلا بعبادة الله وحده وإخلاص الدين له، المتضمن للنهي عن اتخاذي وأمي إلهين من دون الله، وبيان أني عبد مربوب، فكما أنه ربكم فهو ربي" (٣).

قال الماوردي: " لم يذكر عيسى ذلك على وجه الإِخبار به لأن الله عالم به، ويحتمل وجهين: أحدهما: تكذيباً لمن اتخذ إلهاً معبوداً. والثاني: الشهادة بذلك على أمته فيما أمرهم به من عبادة ربه" (٤).

قوله تعالى: {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ} [المائدة: ١١٧]، أي: " وكنتُ على ما يفعلونه -وأنا بين أظهرهم- شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم" (٥).

قال البغوي: {ما دمت}، أي: "أقمت" (٦).

قال الطبري: " يقول: وكنت على ما يفعلونه وأنا بين أظهرهم شاهدًا عليهم وعلى أفعالهم وأقوالهم " (٧).

قال ابن كثير: " أي: كنت أشهد على أعمالهم حين كنت بين أظهرهم" (٨).

قال السعدي: أي: " أشهد على من قام بهذا الأمر، ممن لم يقم به" (٩).

قوله تعالى: {فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ} [المائدة: ١١٧]، أي: " فلما وفيتني أجلي على الأرض، ورفعتني إلى السماء حيًّا، كنت أنت المطَّلِع على سرائرهم" (١٠).


(١) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٨.
(٢) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٣٣.
(٣) تفسير السعدي: ٢٤٩.
(٤) النكت والعيون: ٢/ ٨٩.
(٥) التفسير الميسر: ١٢٧.
(٦) تفسير البغوي: ٣/ ١٢٢.
(٧) تفسير الطبري: ١١/ ٢٣٨.
(٨) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٣٣.
(٩) تفسير السعدي: ٢٤٩.
(١٠) التفسير الميسر: ١٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>