للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العَشْر، والزيادة على ذلك غير محدود مبلغها، فيزيد من شاء من خلقه على ذلك قدر ما يشاء، لا حدّ لقَدْره يوقف عليه" (١).

عن الأعمش: " قوله: {ويزيدهم من فضله}، قال: الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا" (٢).

وروى ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم -في قوله تعالى: {فيوفيهم أجورهم}، قال: "يدخلون الجنة ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا" (٣).

قوله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا} [النساء: ١٧٣]، أي: " وأما الذين امتنعوا عن طاعة الله" (٤).

قال مقاتل: " يعنى: أنفوا" (٥).

قال الطبري: أي: " وأما الذين تعظَّموا عن الإقرار لله بالعبودة، والإذعان له بالطاعة" (٦).

قال ابن كثير: " أي: امتنعوا من طاعة الله وعبادته" (٧).

قوله تعالى: {وَاسْتَكْبَرُوا} [النساء: ١٧٣]، أي: " واستكبروا عن التذلل لله " (٨).

قال مقاتل: " واستكبروا عن عبادة الله بالتوحيد" (٩).

قال الطبري: أي: " واستكبروا عن التذلّل لألوهته وعبادته، وتسليم الربوبيّة والوحدانية له" (١٠).

قال ابن كثير: أي: "واستكبروا عن طاعة الله وعبادته" (١١).

قال الماتريدي: " والاستنكاف والاستكبار واحد في الحقيقة، وقال الكساني: وإنما جمع بينهما؛ لاختلاف اللفظين، وهذا من حسن كلام العرب: كقول العرب: كيف حالك؟ وبالك؟ والحال والبال واحد، ومثله في القرآن والشعر كثير، لكن الاستنكاف -والأنفة- لا يضاف إلى الله تعالى، والاستكبار يضاف، فهما من هذا المعنى مختلفان، وأما في الحقيقة فهما واحد" (١٢).

قوله تعالى: {فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} [النساء: ١٧٣]، أي: " فيعذبهم عذابًا موجعًا" (١٣).

قال مقاتل: " يعني: وجيعا" (١٤).

قوله تعالى: {وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} [النساء: ١٧٣]، أي: " ولا يجدون لهم وليًّا ينجيهم من عذابه، ولا ناصرًا ينصرهم من دون الله" (١٥).

قال مقاتل: " {وليا}: يعني قريبا ينفعهم، {ولا نصيرا}، يعني: مانعا يمنعهم من الله- عز وجل- " (١٦).

قال السمرقندي: " يعني من عذاب الله {وليا} يعينهم، {ولا نصيرا}، مانعا يمنعهم" (١٧).

قال الطبري: " يقول: ولا يجد المستنكفون من عبادته والمستكبرون عنها، إذا عذبهم الله الأليم من عذابه، سوى الله لأنفسهم وليًّا ينجيهم من عذابه وينقذهم منه، {ولا نصيرًا}، يعني: ولا ناصرًا ينصرهم فيستنقذهم من ربهم، ويدفع عنهم بقوّته ما أحلَّ بهم من نقمته، كالذي كانوا يفعلون بهم إذا أرادهم غيرهم من أهل الدنيا في الدنيا بسوء، من نصرتهم والمدافعة عنهم" (١٨).


(١) تفسير الطبري: ٩/ ٤٢٦.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (٦٣٢١): ص ٤/ ١١٢٥.
(٣) ضعيف. أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» ٨٤٦ والطبراني ١٠٤٦٢ من حديث ابن مسعود، وفيه إسماعيل بن عبد الله الكندي، وهو ضعيف وقال الذهبي في «الميزان» أتى بخبر منكر. وقال ابن كثير في «تفسيره» ١/ ٦٠٥: لا يثبت. وصوب الوقف فيه. والمرفوع ضعفه أيضا السيوطي في «الدر» ٢/ ٤٤٠ ووافقه الشوكاني وهو كما قالوا. وانظر «تفسير الشوكاني» ٧٣٥ بتخريجنا.
(٤) التفسير الميسر: ١٠٥.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٥.
(٦) تفسير الطبري: ٩/ ٤٢٧.
(٧) تفسير ابن كثير: ٢/ ٤٨١.
(٨) التفسير الميسر: ١٠٥.
(٩) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٥.
(١٠) تفسير الطبري: ٩/ ٤٢٧.
(١١) تفسير ابن كثير: ٢/ ٤٨١.
(١٢) تفسير الماتريدي: ٣/ ٤٣٠.
(١٣) التفسير الميسر: ١٠٥.
(١٤) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٥.
(١٥) التفسير الميسر: ١٠٥.
(١٦) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٢٥.
(١٧) بحر العلوم: ١/ ٣٦١.
(١٨) تفسير الطبري: ٩/ ٤٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>