للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمراد هو القسم الأخير وما يكون وصلة إلى نيله من الآخرة فإن ما عدا ذلك يشترك فيه المؤمن والكافر" (١).

وفي تفسير (الإنعام) في قوله {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتح: ٧]، وجوه:

أحدها: بالثبات على الإيمان والاستقامة. قاله عكرمة (٢).

والثاني: أن المراد: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}، بالشكر على السرّاء والصبر على الضرّاء. قاله علي بن الحسين بن داود (٣).

والثالث: أنه يعني: أتممت عليهم النعمة. قاله الحسين بن الفضل (٤).

والرابع: بخلقهم للسعادة.

والخامس: بأن نجاهم من الهلكة.

والسادس: بالهداية واتباع الرسول.

قال أبو حيان: " ولم يقيد الأنعام ليعم جميع الأنعام" (٥).

قال الثعلبي: " وأصل (النعمة): المبالغة والزيادة، يقال: دققت الدواء فأنعمت دقّه أي بالغت في دقه، ومنه قول النبي صلّى الله عليه وآله: " إن أهل الجنة يتراءون الغرفة منها كما يتراءون الكوكب الدرّي الشرقي أو الغربي في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" (٦)، أي زادا عليه. وقال أبو عمرو: بالغا في الخير" (٧).

قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّآلِّينَ} [الفاتحة: ٧]، أي: " غير صراط الذين غضبت عليهم، ولا الضالين عن الهدى" (٨).

قال صديق خان: " أي غير صراط الذين غضبت عليهم وهم اليهود، لقوله تعالى فيهم: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} [المادة: ٦٠]، ولا الضالين عن الهدى، وهم النصارى لقوله عز وجل: {قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ} [المادة: ٧٧] " (٩).

قال مقاتل: " يعني دلنا عَلَى دين غير اليهود الَّذِين غضب اللَّه عليهم، فجعل منهم القردة والخنازير، {وَلَا الضَّالِّينَ}، يقول: ولا دين المشركين يعني النصارى" (١٠).

قال السعدي: أي: غير صراط " الذين عرفوا الحق وتركوه كاليهود ونحوهم، وغير صراط الذين تركوا الحق على جهل وضلال، كالنصارى ونحوهم" (١١).

قال الصابوني: " أي لا تجعلنا يا ألله من زمرة أعدائك الحائدين عن الصراط المستقيم، السالكين غير المنهج القويم، من اليهود المغضوب عليهم أو النصارى الضالين، الذين ضلوا عن شريعتك القدسية، فاستحقوا الغضب واللعنة الأبدية" (١٢).


(١) تفسير البيضاوي: ١/ ٣٠ - ٣١.
(٢) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١٢٢.
(٣) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١٢٢.
(٤) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١٢٢.
(٥) البحر المحيط: ١/ ٢٨.
(٦) الجامع الصغير: ٢/ ٢٠٣.
(٧) تفسير الثعلبي: ١/ ١٢٢.
(٨) تفسير البغوي: ١/ ٧٦.
(٩) فتح البيان في مقاصد القرآن: ١/ ٥٢.
(١٠) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٦.
(١١) تفسير السعدي: ٣٩.
(١٢) صفوة التفاسير: ١/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>