للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاسمي: " أي ألهمنا الطريق الهادي، وأرشدنا إليه، ووفقنا له" (١).

قال الخطيب المكي: أي: " نور قلوبنا بهدايتك الربانية لنعرف السبل الموصلة إليك، فأنت وحدك الذي تنعم بالهداية وتوفق من أردت إلى اتباع أوامرك الإلهية" (٢).

قال البيضاوي: " بيان للمعونة المطلوبة فكأنه قال: كيف أعينكم فقالوا اهْدِنَا. أو إفراد لما هو المقصود الأعظم" (٣).

قال الطبري: " وإنما وصفه الله بالاستقامة، لأنه صواب لا خطأ فيه" (٤).

قال ابن عثيمين: " والمراد بـ "الهداية" هداية الإرشاد، وهداية التوفيق؛ فأنت بقولك: {اهدنا الصراط المستقيم} تسأل الله تعالى علماً نافعاً، وعملاً صالحاً" (٥).

قال الراغب: "الهداية: دلالة بلطف" (٦).

وفي الصحاح: الهداية بمعنى الارشاد والدلالة (٧)، ويقال: هديتُهُ الطريقَ والبيتَ هداية، أي عَرَّفتُه به (٨).

و{الصراط}: هو الطريق السهل (٩)، والسبيل الواضح (١٠).

فـ"الطريق: هو كل ما يطرقه طارقٌ، معتادًا كان أو غير معتادٍ، والسبيل من الطُّرق: ما هو مُعتادُ السلوكِ، والصراط من السبيل: ما لا التِواء فِيه ولا اعوِجاج، بل يكون على سبيلِ القَصْدِ، فهو أخصُّ منها" (١١).

وفي قوله تعالى: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٦]، تأويلان (١٢):

أحدهما: معناه أرْشُدْنا ودُلَّنَا. قاله علي بن أبي طالب (١٣)، وأبيّ بن كعب (١٤)، والسدي (١٥)، ومقاتل (١٦).

والثاني: معناه ألهمنا (وفقنا)، وهذا قول ابن عباس (١٧).


(١) محاسن التأويل: ١/ ٢٣٠.
(٢) تفسير الخطيب المكي: ١/ ١٣.
(٣) تفسير البيضاوي: ١/ ٣٠.
(٤) تفسير الطبري: ١/ ١٧٧.
(٥) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٦.
(٦) المفردات في غريب القرآن: مادة هدى: ، ص ٥٣٨.
(٧) الصحاح: مادة: الهُدى: ، ج ٦، ص ٢٥٣٣.
(٨) المصباح المنير مادة (شَاءَ) و (هَدَى) ١/ ٣٣٤.
(٩) والطريق عمومًا لا يقتضي السهولة؛ انظر الفروق اللغوية للعسكري (٢٩٨/ ١)، وقال في القاموس المحيط (ص ٦٧٥): "الصِّراطُ - بالكسر -: الطريقُ، وجِسْرٌ مَمْدُودٌ على متْنِ جَهَنَّمَ".
(١٠) لسان العرب (٧/ ٣١٣).
(١١) لكليات؛ لأبي البقاء الكفوي (ص ٥١٣).
(١٢) انظر: النكت والعيون: ١/ ٥٨.
(١٣) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٨.
(١٤) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٨.
(١٥) انظر: تفسير الثعلبي: ١/ ١١٩.
(١٦) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٦، وتفسير الثعلبي: ١/ ١١٩.
(١٧) انظر: تفسير الطبري (١٧٣): ص ١/ ١٦٦، وتفسير ابن أبي حاتم (٣١)، و (٣٦): ص ١/ ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>