للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال القاسمي: " أي: لا يعاقبكم ولا يلزمكم بما صدر منكم من الأيمان اللاغية - إذا لم تقصدوا هتك حرمته - وهي التي لا يقصدها الحالف، بل تجري على لسانه عادة من غير تعقيد ولا قصد إليها" (١).

قال ابن عباس: " هي: بلى والله، ولا والله" (٢).

قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو قول الرجل في بيته: " كلا والله " و " بلى والله " (٣).

و(اللغو): معناه في اللغة: "الكلام الذي لا فائدة فيه ولا يعتد به" (٤).

قال الراغب: " اللغو: المطروح الذي لا يفيد من الكلام، يقال: ألغى في كلامه، ولغاً، وقد يقال في غيره تشبيهاً، كقول الشاعر (٥):

كما أَلْغَيْتْ في الديةِ الحُوَارا

ويكني باللغو عن القبيح من الكلام، وأصله من لغي العصافير" (٦).

قال البغوي: " اللغو كل مطرح من الكلام لا يعتد به" (٧).

قال الطبري: ": و (اللغو) من الكلام في كلام العرب، كلّ كلام كان مذمومًا وسَقَطًا لا معنى له مهجورًا، يقال منه: " لغا فلان في كلامه يلغُو لَغْوًا " إذا قال قبيحًا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) [سورة القصص: ٥٥]، وقوله: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا) [سورة الفرقان: ٧٢]. ومسموع من العرب: " لَغَيْتُ باسم فلان "، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح. فمن قال: " لَغَيْت قال: " ألْغَى لَغًا "، وهي لغة لبعض العرب، ومنه قول الراجز (٨):

وَرَبِّ أَسْرَابِ حَجيجٍ كُظَّم ... عَنِ اللَّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّمِ " (٩)


(١) محاسن التأويل: ٢/ ١١٠.
(٢) تفسير الطبري (٤٣٧٣): ص ٤/ ٤٢٧.
(٣) تفسير الطبري: ٤/ ٤٢٩. عن محمد بن موسى الحرشي قال، حدثنا حسان بن إبراهيم الكرماني قال، حدثنا إبراهيم الصائغ، عن عطاء.
ز محمد بن موسى بن نفيع الحرشي البصري روى عنه الترمذي والنسائي وقال النسائي " صالح " وذكره ابن حبان في الثقات، ووهاه أبو داود وضعفه. مات سنة ٢٤٨. وكان في المطبوعة: " الحرسي " وهو تصحيف. وحسان بن إبراهيم الكرماني العنزي قاضي كرمان. روى عن سعيد بن مسروق وسفيان بن سعيد الثوري، وعنه حميد بن مسعدة وغيره. قال أحمد: " حديثه حديث أهل الصدق ". وقال النسائي " ليس بالقوي " مات سنة ١٨٦. و " إبراهيم الصائغ " هو: إبراهيم بن ميمون الصائغ، روى عن عطاء وغيره. قال أبو حاتم: " لا بأس به، يكتب حديثه ". قتله أبو مسلم الخراساني سنة ١٣١ يعرندس، قال أبو داود: كان إذا رفع المطرقة فسمع النداء سيبها.
هذا وقد روى هذا الحديث أبو داود في سننه ٣: ٣٠٤ رقم: ٣٢٥٤ عن حميد بن مسعدة، عن حسان بن إبراهيم. . " ثم قال: " روى هذا الحديث داود بن أبي الفرات عن إبراهيم الصائغ موقوفا على عائشة وكذلك رواه الزهري وعبد الملك بن أبي سليمان ومالك بن مغول وكلهم عن عطاء عن عائشة موقوفا ". ورواه مالك في الموطأ: ٢: ٤٧٧ عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة موقوفًا، كما سيأتي في روايات الطبري. ورواه البخاري موقوفًا أيضًا (١١: ٤٧٦ فتح الباري) واستقصى الحافظ القول فيه. وانظر سنن البيهقي ١٠: ٤٨ وما بعدها.
(٤) التفسير البسيط: ٤/ ١٩٣.
(٥) البيت لذي الرمة، انظر الديوان ٢/ ١٣٧٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٠١٦، "عمدة الحفاظ" للسمين الحلبي ٤/ ٣٤. "اللسان" ٧/ ٤٠٤٩ مادة "لغا". وصدر البيت:
" ويَهْلِكُ بينها المَرْئِيُّ فيها"
والبيت قاله ذو الرمة يهجو هشام بن قيس المرئي، أحد بني امرئ القيس بن زيد مناة.
(٦) تفسير الراغب: ١/ ٤٦١.
(٧) تفسير البغوي: ١/ ٢٦٣.
(٨) البيت لرؤبة بن العجاج، انظر: ديوانه: ٥٩. والأسراب جمع سرب: وهو القطيع أو الطائفة من القطار الظباء والشاء والبقر والنساء، وجعله هذا للحجاج. والحجيج: الحجاج. وكظم جمع كاظم: وهو الساكت الذي أمسك لسانه وأخبت، من الكظم (بفتحتين) وهو مخرج النفس. واللغا واللغو: السقط ومالا يعتد به من كلام أو يمين، ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع.
(٩) افسير الطبري: ٤/ ٤٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>