للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الثعلبي: " المتبوعون هم الجبابرة والقادة في الشرك والشر، والتابعون هم الأتباع والضعفاء والسفلة قاله أكثر أهل التفسير" (١).

الثاني: أنهم الشياطين تبرأوا من الإنس. قال السدي" (٢).

الثالث: وقيل: هم الملائكة تبرأوا من الإنس. قاله ابن كثير (٣).

الرابع: أن "لفظ الآية يعم هذا كله". قاله ابن عطية (٤).

والراجح أن الله قد عمّ المشركين جميعا دون تخصيص بعضهم دون بعض، عليه فإن كل متبوع على الكفر يتبرأ من أتباعه حين يرون عذاب الله. والله تعالى أعلم.

وفي قوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا} [البقرة: ١٦٦]، قراءتان (٥):

إحداهما: قرأ مجاهد: بتقديم الفاعل على المفعول.

والثانية: وقرأ الباقون: بالعكس، " أي: تبرأ الأتباع من الرؤساء " (٦).

قوله تعالى: {وَرَأَوُا الْعَذَابَ} [البقرة: ١٦٦]، " أي: حين عاينوا العذاب" (٧).

قال الزمخشري: " أى تبرؤا في حال رؤيتهم العذاب" (٨).

قال الزجاج: " يعنى به التابعون والمتبوعون" (٩).

وفي قوله تعالى: {وَرَأَوُا الْعَذَابَ} [البقرة: ١٦٦]، وجهان من التفسير (١٠):

أحدهما: يعني: أن التابعين والمتبوعين، بتيقنهم له عند المعاينة في الدنيا.

الثاني: وقيل: عند العرض والمساءلة في الآخرة.

قال القرطبي: "كلاهما حاصل، فهم يعاينون عند الموت ما يصيرون إليه من الهوان، وفي الآخرة يذوقون أليم العذاب والنكال" (١١).

قوله تعالى {وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأسْبَابُ}، " وتقطعت بينهم الروابط وزالت المودّات" (١٢).

قال ابن عثيمين: " أي تقطعت بهم المودة" (١٣).

قال القرطبي: أي: " أي الوصلات التي كانوا يتواصلون بها في الدنيا من رحم وغيره" (١٤).

قال النسفي: مثل "الاتفاق على دين واحد ومن الأنساب والمحاب" (١٥).


(١) تفسير الثعلبي: ٢/ ٣٦.
(٢) انظر: تفسير الطبري (٢٤١٦): ص ٣/ ٢٨٧ - ٢٨٨، وابن أبي حاتم (١٤٩١): ص ١/ ٢٧٨.
(٣) انظر: تفسير ابن كثير: ١/ ٤٧٧.
(٤) انظر: المحرر الوجيز: ١/ ٢٣٦.
(٥) انظر: تفسير الثعلبي: ٢/ ٣٦، وتفسير البيضاوي: ١/ ١١٨.
(٦) تفسير البيضاوي: ١/ ١١٨.
(٧) صفوة التفاسير: ١/ ٩٩.
(٨) الكشاف: ١/ ٢١٢.
(٩) معاني القرآن: ١/ ٢٣٩.
(١٠) انظر: تفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٦.
(١١) تفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٦.
(١٢) صفوة التفاسير: ١/ ٩٩.
(١٣) تفسير ابن عثيمين: ٢/ ٢٢٩.
(١٤) تفسير القرطبي: ٢/ ٢٠٦.
(١٥) تفسير النسفي: ١/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>