للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي لفظ له (١): قال: «يا عائشة، إنما منزلة مَن صام في غير رمضان أو في قضاء رمضان أو في التطوُّع، بمنزلة رجل أخرج صدقةً من ماله، فجاد منها بما شاء فأمضاه، وبخل منها بما شاء فأمسكه».

وفي رواية لمسلم (٢)، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم: «يا عائشة، هل عندكم شيء؟» قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء. قال: «فإني صائم». قالت (٣): فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأُهْدِيت لنا هدية (أو: جاءنا زَوْر) قالت: فلما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: أُهْديت لنا هدية (أو: جاءنا زَوْر)، وقد خَبَأتُ لك شيئًا. قال: «ما هو؟» قلت: حَيس. قال: «هاتيه». فجئتُ به، فأكل، ثم قال: «قد كنتُ أصبحتُ صائمًا».

قال طلحة: فحدثت مجاهدًا بهذا الحديث، قال: ذلك بمنزلة الرجل يُخْرِج الصدقةَ (٤) من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.

والحيس: تمر وسمن وأَقِطٌ يُطبخ.

قال الشاعر (٥):

التمرُ والسمنُ جميعًا والأقِطْ: ... الحيسُ إلا أنه لم يختلِطْ


(١) (٢٣٢٣).
(٢) (١١٥٤).
(٣) ليست في س.
(٤) س: «بالصدقة».
(٥) الرجز في «الجمهرة»: (١/ ٥٣٦)، و «الصحاح»: (٣/ ٩٢١) غير منسوب. وروايته في الأخير: «معًا ثم الأقط».