شكل ١ - ٧: جامع السلطان أحمد بالآستانة من ناحية البسفور (من صورة فوتوغرافية)
التجار الأوربيون من أجل صلاتهم التجارية بالشرق على حسب قوانين بلادهم ما تَفَلَّت إلا أقلُّهم من أكثر العقوبات شَيْنًا.
إذن، لا يخلو من سبب ما يَحمله الشرقيون من الرأي السيئ في شرفنا وأخلاقنا، وستكون قصة علاقات أوربة المتمدنة بالصين في القرن التاسع عشر من الميلاد من أسوأ صفحات تاريخ حضارتنا، وقد يُدْعَى حَفَدتُنا، ذات يوم، إلى التكفير عنها بثمنٍ غالٍ، وكيف يُفكَّر في المستقبل في أمر حرب الأفيون الدامية التي أكره الإنكليز فيها بلاد الصين، وذلك بقوة المدافع، على إدخال هذا السم القاتل الذي أرادت حكومتها تحريمه؛ لما رَاعَها من أخطاره، حقاً إن فائدة إنكلترة من تجارة الأفيون مائة وخمسون مليوناً في كل سنة، ولكن عدد الوفيات السنوية في بلاد الصين بفعل استعمال الأفيون ستمائة ألف نفسٍ كما جاء في إحصاءات الدكتور كرِيْسِتْلِيب المعتدلة على الخصوص. وهنا نسأل: أليس من الحق أن يُعلِّم الصينيون أبناءهم وصفَ الغربيين بالبرابرة بعد الذي رَأوْا من حرب الأفيون الطاحنة وما أسفرت عنه هذه الحرب من إباحة تجارته كُرهاً؟ لا يكون جواب الصينيين، كما روى ذلك الدكتور، وذلك عندما يحاول مبشرو الإنكليز تنصيرهم، إلا قولهم:«ماذا؟ تسموننا للقضاء علينا ثم تأتون لتعليمنا الفضيلة! »، وليس