للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الملك الجبار يقتحم الردى ... ويفجؤه في الجحفل المتلاحم

تقسم كسرى رهطه بسيوفهم ... وأمسى أبو العباس أحلام نائم

عنى به فيما زعموا الوليد بن يزيد، وكان يكنى بالعباس، وربما يكون قد عني أبا العباس السفاح، ثم لما حوّل القصيدة في هجاء أبي مسلم فسر التفسير الذي ذكره الرواة.

ومروان قد دارت على رأسه الرحا ... وكان لما أجرمت نزر الجرائم

وقد ترد الأيام بيضًا وربما ... وردن كلوحًا حاسرات العمائم

فرم وزرًا ينجيك يا بن سلامةٍ ... فلست بناجٍ من مضيمٍ وضائم

وقد حاول أبو تمام هذا النهج الملحمي في بعض طويلياته كما فعل في كلمته:

على مثلها من أربع وملاعب ... أُذيلت مصونات الدموع السواكب

ولكنه كان بطبعه ميالاً إلى الطنطنة والدندنة، والطويل قلما يصلح لذلك، وطويليات أبي تمام في جملتها ليست من بارع شعره- وإن كان قد سلمت له في هذا البحر أبيات في غاية الجودة، كقوله في الشعر:

ولو كان يفنى الشعر أفناه ما قرت ... حياضك منه في العصور الذواهب

ولكنه صوب العقول إذا انجلت ... سحائب منه أُعقبت بسحائب

وكقوله:

وقد علم الأفشين وهو الذي به ... يصان رداء الملك من كل جاذب

بأنك لما اسحنكك الأمر واكتسى ... أهابي تسفي في وجوه التجارب

تجللته بالرأي حتى أريته ... به ملء عينيه مكان العواقب

وقد كان أبو تمام رحمه الله يجترئ على أمثال «اسحنكك» و «اطلخم»، مما عده

<<  <  ج: ص:  >  >>