لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم ... أذنب وإن كثرت في الأقاويل
صدى من هذا في قول أبي الطيب:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي ... فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وقال كعب:
لقد أقوم مقامًا لو يقوم به ... يرى ويسمع ما لو أسمع الفيل
لظل يرعد .....
فأصداء من هذا وأنفاس من روحه في قول أبي الطيب:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي ... وأسمعت كلماتي من به صمم
صحبت في الفلوات الوحش ....
ثم أليس ثم صدى من قول كعب في بانت سعاد:
حتى وضعت يميني ما أنازعها ....
في قول أبي الطيب: -
قد رزته وسيوف الهند مغمدة ....
وقد ذكر أبو الطيب الهيبة في قوله: «واصطنعت لك المهابة إلخ» وذكر نيوب الليث وهوله في قوله: «إذا رأيت نيوب الليث بارزة» وأشار بل صور ضغمه حيث قال: «حتى أتته يد فراسة وفم». وفي «بانت سعاد» نعت الهيبة وتصوير الضيغم الذي يغدو:
فيلحم ضرغاين عيشها ... لحم من القوم ....
«بانت سعاد» كما ذكرنا من قبل مخصرة، حذيت على نهج «إن الخليط أجد البين فانفرقا» وأصل جميع ذلك «قفا نبك» «وهل ما علمت وما استودعت» وما أشبه من كلام القدماء قبل زهير. ومثل بانت سعاد ميمية أبي الطيب هذه، هي أيضًا مخصرة.
قسمها الأول أقام فيه الممدوح مقام المحبوب، فهو نسيبي السنخ. وقد نبه أبو منصور على حسن هذا المذهب من أبي الطيب ومحبوب أبي الطيب، الذي هو ممدوحه، جعل له من صفات سعاد كعب مشابه. أليس كعب يقول:
أكرم بها خلة لو أنها صدقت ... موعودها أو لو أن النصح مقبول
لكنها خلة قد سيط من دمها ... فجع وولع وإخلاف وتبديل