للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمنعمة بالعودة الظبية التي ... بغير ولي كان نائلها الوسمي

الوسمي المطر الأول والولي بعده- قال ابن الرومي، وكان أبو الطيب من حمله ديوانه ورواته، يصف روضة: -

شكرت نعمة الولي على الوسـ ... ـمى ثم العهاد بد العهاد

وأشار إلى هذا المعنى في قوله

من يزره يزر سليمان في الملـ ... ـك جلالاً ويوسفا في الجمال

وربيعًا يضاحك الغيث فيه ... زهر الشكر من رياض المعالي

ورياض المعالي من أنفاس النسيم ونفحاته. ولا غرو فقد كان يحب البرية مع كثرة أسفاره. وهو بعد القائل

وكيف التذاذي بالأصائل والضحى ... إذا لم يعد ذاك النسيم الذي هبا

والقائل

كلما رحبت بنا الروض قلنا ... حلب قصدنا وأنت السبيل

والقائل

رعى الله عيسًا فارقتنا وفوقها ... مها كلها يولي بجفنيه خده

بواد به ما بالقلوب كأنه ... وقد رحلوا جيد تناثر عقده

إذا سارت الأحداج فوق نباته ... تفاوح مسك الغانيات ورنده

وحال كإحداهن رمت بلوغها ... ومن دونها غول الطريق وبعده

ثم يقول بعد بيت (مهالك لم تصحب إلخ) من الميمية، وإنما استطردنا عن ذلك فطال الاستطراد قليلاً: -

فأبصرت بدرًا لا يرى البدر مثله ... وخاطبت بحرًا لا يرى العبر عائمه

عجبت له لما رأيت صفاته ... بلا واصف والشعر تهذي طماطمه

وكنت إذا يممت أرضًا بعيدة ... سريت فكنت السر والليل كاتمه

لقد سل سيف الدولة المجد معلمًا ... فلا المجد مخفيه ولا الضرب ثالمه

على عاتق الملك الأغر نجاده ... وفي يد جبار السماوات قائمه

وشعر أبي الطيب الجيد في سيف الدولة خاصة كثير مشهور. ولعل أميرة القصائد السيفيات كلهن، وليست بأطولهن، ميميته العتابية:

<<  <  ج: ص:  >  >>