أضرب أبو الطيب عن هذا القري، وكأن قد أقر في نفسه بسبق أبي تمام في البائية: -
لا تطلبن كريمًا بعد رؤيته ... إن الكرام بأسخاهم يدا ختموا
ولا تبال بشعر بعد شاعره ... قد أفسد القول حتى أحمد الصمم
واستشهد بهذين البيتين ابن الأثير في المثل السائر ينبه بهما على فضله. وقد أشرنا في كلمتنا التي بعنوان «إلى ليلاه الخجول» إلى أخذ أندرو مارفيل ANDREW MARVELL من أبي تمام في مطلع قصيدته التي مدح بها زعيمه البريطاني Oliver Crom well (١)
This time to leave the Books in dust,
An oly th'unused Amours rust.
So restless Crom wel could not cease
In the inglorious Arts of Peace
But through Adventrous war
Urged his active star.
لقد آن أن ينبذ الكتاب إلى التراب
وأن يصقل من الدرع صدأ الإهاب
وما كان لكرومويل القلق الفؤاد
أن يكون إلى فنون دعة السلم ذا إخلاد
ولكن في مصادمة حومة القتال
احتث نجم طالعه الفعال
قالوا وكان كروميل عاكفًا على درس وكتب ثم ترك ذلك وانبرى للحرب فكان ما كان من ظفره- وهذا من استهلال أندرو مارفيل مأخوذ من استهلال أبي تمام على الأرجح.
والشبه ظاهر.
وقال أندرو مارفيل في آخر هذه الكلمة:
But thou the wars and Fortune's son
March indefatigably on:
(١) لم يورد النص الإنجليزي في ليلاه الخجول (مصر ١٤٠٣) والتهجي هنا من ضرب قديم.