للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في أوله (حسب ما طبع منه الآن وأول ما بدأ به يدل على تقدم أشياء قبله) ويجوز أن يكون يشير إلى شيء سيأتي (١) والله أعلم):

قال عبد الله بن المعتز رحمه الله: «قد قدمنا في أبواب كتابنا هذا بعض ما وجدنا في القرآن واللغة (٢) وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام الصحابة والأعراب وغيرهم وأشعار المتقدمين من الكلام الذي سماه المحدثون البديع ليعلم أن بشارًا ومسلمًا وأبو نواسٍ ومن تقيلهم وسلك سبيلهم لم يسبقوا إلى هذا الفن ولكنه كثر في أشعارهم فعرف في زمانهم حتى سمي بهذا الاسم فأعرب عنه ودل عليه، ثم إن حبيب بن أوس الطائي من بعدهم شغف به حتى غلب عليه وتفرع فيه وأكثر منه فأحسن في بعض ذلك وأساء في بعض وتلك عقبى الإفراط وثمرة الإسراف. وإنما كان يقول الشاعر من هذا الفن البيت والبيتين في القصيدة وربما قرنت من شعر أحدهم قصائد من غير أن يوجد فيها بيت بديع وكان يستحسن ذلك منهم إذا أتى نادرًا ويزداد حظوة بين الكلام المرسل، وقد كان بعض العلماء يشبه الطائي في البديع بصالح بن عبد القدوس في الأمثال، ويقول لو أن صالحًا نثر أمثاله في شعره وجعل بينها فصولًا من كلامه لسبق أهل زمانه وغلب على ميدانه وهذا أعدل كلام سمعته في هذا المعنى». أ. هـ.

وحكى هذا القول صاحب الموازنة، وقد تحامل على أبي تمام تحاملًا نقص من قدر كتابه، إذ يفسد الرأي الهوى، وقد زعم من تحامله أن أبا تمام أخذ قوله: «السيف أصدق أنباء من الكتب» من قول الكميت بن ثعلبة:

فلا تكثروا فيها الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا


(١) () قوله قدمنا يجوز أن يكون أراد به ما سيفعله كأنه حكم شيء فعله، ولعله كتب هذا بعد فروغه من الكتاب.
(٢) () لعلها (والسنة) إذ لا معنى لقوله (واللغة) ههنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>