للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

انفتح ما قبلها ألفا، يقولون: أخذت الدرهمان، واشتريت ثوبان، والسلام علاكم. وهذه الأبيات على لغتهم"١.

وهذا الطور الأخير، هو الذي وصلت إليه العربية، في المقصور والناقص والأجوف، في نحو: الفتى والهدى، وحبلى وأفعى، ودعا وسعى، وقام وباع، وغير ذلك.

٥- لغة أكلوني البراغيث:

من المعروف في العربية، أن الفعل يجب إفراده دائما، حتى وإن كان فاعله مثنى أو مجموعا، أي أنه لا تتصل به علامة تثنية ولا علامة جمع، للدلالة على تثنية الفاعل أو جمعه، فيقال مثلا: "قام الرجل" و"قام الرجلان" و"قام الرجال بإفراد الفعل: "قام" دائما؛ إذ لا يقال في الفصحى مثلا: "قاما الرجلان" ولا "قاموا الرجال".

تلك هي القاعدة المطردة في العربية الفصحى، شعرا ونثرا. أما قبيلة طيئ، فقد روي لنا عنها٢ أنها كانت تلحق الفعل علامة تثنية للفاعل المثنى، وعلامة جمع للفاعل المجموع. وتُعرف هذه الظاهرة عند النحاة العرب، بلغة "أكلوني البراغيث".


١ النوادر لأبي زيد ٥٨ وانظر: الصاحبي لابن فارس ٤٩.
٢ انظر: الجنى الداني للمرادي ١٧١ وشرح درة الغواص للخفاجي ١٥٢ وبصائر ذوي التمييز ٥/ ١٤٩ وشرح التصريح ١/ ٢٧٥، ٢/ ١١٠ وهمع الهوامع ١/ ١٦٠ والقاموس المحيط "الواو" ٤/ ٤١٣ والنهاية لابن الأثير ٣/ ٢٩٧ والفائق للزمخشري ٣/ ٧٤.

<<  <   >  >>