للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"والضحى، والليل إذا سجى، ما ودعك ربك، وما قلى" في قراءة من أمال١.

أما المرحلة الرابعة والأخيرة في تطور الأسماء المقصورة، والأفعال الناقصة والجوفاء، فتتمثل في التحول من الإمالة إلى الفتح الخالص، ونحن نلحظ ذلك في تطور عبارة: "السلام عليكم" إلى: "السلام علاكم" في بعض لهجات الخطاب القديمة والحديثة، فقد مرت هذه اللهجات بالإمالة أولا، ثم الفتح الخالص.

ونحن نلحظ مثل هذا التطور في العربية القديمة، في قول بعض العرب: "إن الرجز لعاب، أي لعيب. والرجز: ارتعاد مؤخر البعير"٢، كما جاء في قولهم: "تبت إليك فتقبل تابتي، وصمت إليك فتقبل صامتي، أي توبتي وصومتي. ذكره الواحدي في تفسير قوله تعالى: {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ} .

قال ابن عباس رضي الله عنهما: هي لغة بلحارث بن كعب، وهي قبيلة من اليمن"٣، وهي تلك القبيلة التي روي لنا عنها أنها كانت تلزم المثنى الألف في جميع أحواله٤، فقد قال أبو زيد الأنصاري في تفسير قول الراجز:

طارت علاهن فشل علاها

"وعلاها" أراد: عليها. ولغة بلحارث بن كعب قلب الياء الساكنة، إذا


١ التيسير في القراءات السبع للداني ٢٢٣
٢ النوادر لأبي زيد ٣
٣ شرح مراح الأوراح ١٢٠.
٤ تسهيل الفوائد ١٢ وشرح التسهيل ١/ ٦٦

<<  <   >  >>