للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد سبق أن عرفنا أن هذه اللغة هي الأصل في اللغات السامية١، كما عرفنا أن هناك ركاما لغويا كثيرا من هذه الظاهرة، في القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشعر العربي القديم.

وقد استمرت هذه الظاهرة في أشعار المولدين من الطائيين وغيرهم، فها هو أبو تمام الطائي، يمتلئ ديوان شعره بالأبيات التي جاءت على هذه اللغة، مثل قوله:

شجى في الحشى ترداده ليس يفتر ... به صُمْنَ آمالي وإني لمفطرُ

وقد قال عنه أبو العلاء المعري في هذا الموضع٢: "يبين في كلام الطائي أنه كان يختار إظهار علامة الجمع في الفعل، مثل قوله: صمن آمالي، ولو قال: صام آمالي لاستقام الوزن. وقد جاء بمثل ذلك في غير هذا الموضع".

ومن أمثلة ذلك في شعره أيضا.

وغدا تبين كيف غب مدائحي ... إن مِلْنَ بي هممي إلى بغداد٣

ومنها كذلك قوله:

ولو كان الأرزاق تجري على الحجا ... هَلَكْنَ إذن من جهلهن البهائم٤


١ انظر الفصل الذي عنوانه: "رأي في تفسير الشواذ في لغة العرب" من فصول الباب الثاني.
٢ شرح الديوان للخطيب التبريزي ٢/ ٢١٤.
٣ شرح الديوان للخطيب التبريزي ٢/ ١٣١.
٤ شرح الديوان للخطيب التبريزي ٣/ ١٧٨ وانظر أمثلة أخرى في ١/ ٢٢٤، ٢/ ١٢٨، ٢/ ٢٨٨، ٣/ ١٠، ٣/ ٧٤ وغيرها.

<<  <   >  >>