وتوبع الخشني على هذا اللفظ، فأخرجه البغوي (٥/٢١- ٢٣ رقم ١٢٤٩) من طريق عمر بن سعيد الدمشقي: نا صدقة، به. ولفظهما: « ... وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يُصلح إيمانَه إلا الغنى، ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا يُصلح إيمانَه إلا الفقرُ، ولو أغنيته لأفسده ذلك» ، وهو الذي أورده المصنف بحروفه، والحديث في الدواوين المذكورة مطول جداً. وعزى ابن حجر في «الفتح» (١١/٣٤٢) حديث أنس إلى أبي يعلى، والبزار، والطبراني، وقال: «في سنده ضعف» . قلت: ضعفه شديد، فمداره على صدقة بن عبد الله السمين. قال البخاري وأحمد: «ضعيف جداً» .
وقال ابن رجب في «جامع العلوم والحكم» (١/١٨٨) -وعزى الحديث للطبراني-: «والخشني، وصدقة: ضعيفان، وهشام الكُناني: لا يُعرف، وسئل ابن معين عن هشام هذا: من هو؟ قال: لا أحد. يعني: أنه لا يعتبر به» . واضطرب فيه عمر بن سعيد -وهو متروك-، فكان يقول مرة: عن صدقة، أخبرني عبد الكريم الجزري، عن أنس، أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٦٠٩) مختصراً، وقال: «لا يرو هذا الحديث عن عبد الكريم إلا صدقة، تفرد به عمر» . ولم يعزه في «المجمع» (١٠/٢٧٠) من حديث أنس إلا للطبراني في «الأوسط» . وعزو ابن حجر له إلى أبي يعلى، والبزار؛ فيه نظر، فالذي عند أبي يعلى حديث ميمونة، وليس فيه هذا اللفظ. وأخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (٧/٩٥) من طريق سلامة بن بشر -وهو صدوق-: نا صدقة، عن إبراهيم بن أبي كريمة، عن هشام الكناني، عن أنس، بنحوه. وإبراهيم هذا، ترجمه ابن عساكر، وأورد الحديث في ترجمته، واقتصر على قوله: «حدث عن هشام الكناني، روى عن صدقة بن عبد الله السمين» ، وقال على إثر الحديث: «رواه الحسن بن يحيى الخشني البلاطي، عن صدقة، عن هشام، ولم يذكر فيه (إبراهيم بن أبي كريمة) » . قلت: فهو مجهول. =