للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ربي العظيم وبحمده. الجزولي: هو مستحب فكيف يخير في فعله وتركه، وليس في ذلك توقيت قول: قوله في ذلك، أي عدد ما يقوله في الركوع وكذلك في السجود، وقوله: توقيت قول؛ أي تحديد ما يقوله لقوله عليه الصلاة والسلام: (أما الركوع فعظموا فيه الرب (١))، ولم يعلق ذلك. واستحب الشافعي أن يسبح ثلاثا لما في أبي داوود والترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إذا ركع أحدكم، فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاث مرات، فقد تم ركوعه وذلك أدناه. وإذا سجد فقال في سجوده: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات فقد تم سجوده وذلك أدناه (٢)) ولا حد في اللبث أي المكث في الركوع، يريد في أكثره، وأما أقله فسيذكره. ثم إذا فرغت من التسبيح في الركوع، ترفع رأسك وأنت قائل: سمع الله لمن حمده إن كنت إماما أو فذا، ثم تقول مع ذلك: اللهم ربنا ولك الحمد إن كنت وحدك أو خلف إمام، وتخفيها ولا يقولها الإمام، ولا يقول المأموم سمع الله لمن حمده، وإنما يقول: اللهم ربنا ولك الحمد. والأصل في هذا التفصيل ما في الموطإ وغيره أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا ولك الحمد فإنه من وافق قوله قول الإمام (٣) غفر له ما تقدم من ذنبه (٤) وهذا الحديث اقتضى أن الإمام لا يقول: ربنا ولك الحمد، وأن المأموم لا يقول: سمع الله لمن حمده، وإذا رفعت رأسك من الركوع فإنك تستوي قائما مطمئنا مترسلا، معناه متمهلا، أو هو مرادف لقوله مطمئنا، ثم تهوي ساجدا ولا تجلس، ثم تسجد حتى يكون سجودك من جلوس، كما يقوله بعض أهل العلم. قوله: ثم تهوي ساجدا، لفعله عليه الصلاة والسلام، وما قاله بعض أهل العلم مستند لفعله عليه الصلاة والسلام أيضا والجواب عنه ما قالته عائشة رضي الله عنها (أنه صلى الله عليه وسلم إنما فعل ذلك في آخر أمره لما بدن (٥))، أي ثقلت حركة أعضائه الشريفة لارتفاع سنة، وهذا الجلوس إن


(١) مسلم، كتاب الصلاة، رقم الحديث: ٤٧٩.
(٢) أبو داود، كتاب الصلاة، رقم الحديث: ٨٨٦. الترمذي، كتاب الصلاة، رقم الحديث: ٢٦١.
(٣) في الموطإ: قول الملائكة. قال العدوي في حاشيته على كفاية الطالب الرباني ص ٥٠٣ وفى رواية الملائكة - كما في خط بعض العلماء.
(٤) الموطأ، كتاب الصلاة، رقم الحديث: ٥١. والبخاري، كتاب الأذان، رقم الحديث: ٧٩٦. ومسلم، كتاب الصلاة، رقم الحديث: ٤٠٨.
(٥) مسلم، كتاب صلاة المسافرين، رقم الحديث: ٧٣٢.