له فرآه حزنا فقال أبو الهذيل لا أعرف لحزنك وجها اذا كان الناس عندك كالزرع فقال صالح يا أبا الهذيل انما أتوجع عليه لانه لم يقرأ كتاب الشكوك فقال له وما هذا الكتاب يا صالح قال هو كتاب وضعته من قرأه تشكك فيما كان حتى يتوهم أنه لم يكن وفيما لم يكن حتى يتوهم أنه قد كان قال له ابو الهذيل فشك أنت فى موت ابنك واعمل على أنه لم يمت وان كان قد مات وشك أيضا في أنه قد قرأ كتاب الشكوك وان كان لم يقرأه
النّظام
ابراهيم بن سيار بن هاني النظام ويكنى أبا إسحاق كان متكلما شاعرا أديبا وكان يتعنف أبا نواس وله فيه عدة مقطعات واياه عنى أبو نواس بقوله
فقل لمن يدعى فى العلم فلسفة … حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
لا تحظر العفو إن كنت أمرأ حرجا … فان حظركه بالدين إزراء
وذلك أنه كان يدعوه الى القول بالوعيد فيأبى عليه. ومن كلام النظام فى صفة عبد الوهاب الثقفى ولم ير أحسن وجها منه: هو والله أحلى من أمن بعد خوف، وبرء بعد سقم، وخصب بعد جدب، وغنى بعد فقر، ومن طاعة المحبوب وفرج المكروب، ومن الوصال الدائم مع الشباب الدائم. ومن شعره
رق فلو بزت سرابيله … علقه الجو من اللطف
يجرحه اللحظ بتكراره … ويشتكى الايماء بالطرف
ويقال إن أبا الهذيل حضره يوما وقد أنشد هذين البيتين فقال له يا أبا اسحاق هذا لا يناك الا باير من خاطر
[ثمامة بن أشرس]
أبو بشر ثمامة بن أشرس النميرى من بني نمير. نبيه من جلة المتكلمين المعتزلة، كاتب بليغ. وبلغ من المامون منزلة جليلة وأراده على الوزارة فامتنع. وله في ذلك كلام مشهور مدون في خطاب المأمون حتى أعفاه. وهو الذي أشار عليه أن يستوزر أحمد بن أبي خالد بدلا منه. وكان قبل المأمون مع الرشيد ووجد