كتاب تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال

إليها فتال: ليس هذا من لباسي. ثم أخذ ثوبًا واحدًا منه ورد الباقي.

قلت (١): قد استوفى الحاكم أخبار يحيى بن يحيى وقال فيه: إمام

عصره بلا، مدافعة، ولد بنيسابور سنة اثنتين وأربعين ومائة، وبها أعقابه

و(خطبه) (٢) المنسوبة إليه، ومن آخر من روى عنه إبراهيم بن علي

الذهلي، وداود بن الحسين البيهقي، وعلي بن [الحسين] (٣) الصفار.

وقال يحيى بن يحيى: أول من جالسته في العلم حفص بن عبد الرَّحمن

سنة إحدى وستين ومائة. وقال أبو داود الخفاف (١): سمعت أحمد بن

حنبل يقول: ما رأى يحيى بن يحيى مثل نفسه. وقال عبد الله بن طاهر

أميين خراسان: ما رأىَ يحيى بن يحيى مثل نفسه وشكه عندنا يقين.

وقيل: كتب يحيى إلى عبد الله بن طاهر رقعة شقبلها ووضعها على

عينيه، وكات من آجل ديوان إسحاق بن راهويه فوفاها عنه. وقال يحيى

ابن الذهلي: ما رأيت أحدًا أجل ولا أخوف لربه من يحيى بن يحيى.

وقيل: ظهر له نيف وعشرون ألف حديث. وقال محمد بن يحيى

الذهلي إلى شئت لقلت. هو رأس المحدثين في الصدق.

وعن الحسن بن عليّ الريحاني قال: كان يحيى بن يحيى يحضر

مجلس مالك وكان يحضره المأمون - كذا قال، وذلك غلط؛ فإن المأمون

لَمْ يلق مالكًا - قال: فانكسر قلم يحيى فناوله المأمون قلمًا من ذهب

فامتنع من أخذه، فكتب المأمون على ظهر جر: ناولت

يحيى بن يحيى قلمًا من ذهب فلم يأخذه. فلما ولي الخلافة كتب إلى

عامله أن يولي يحيى بن يحيى قضاء نيسابور فقال يحيى للأمير: قل

(١) سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥١٣).
(٢) في "خ، هـ": خطته. وما في "الأصل" أشبه.
(٣) في "الأصل، هـ": الحسين. والمثبت من "خ" والإكمال لابن ماكولا (٣/ ٢١٥).