للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

لأمير المؤمنين: ناولتني قلمًا وأنا شاب فلم أقبله، أفتجبرني على القضاء

وأنا شيخ! فرفع ذلك إلى المأمون فقال: يولي رجلا يختاره. فأشار

برجل، فلم يلبث أن دخل الرجل على يحيى بن يحيى وعليه السواد،

فضم يحيى فراشه كراهية أن يجمعه وإياه فراش فقال: ألم تخترني؟

قال: إنما قلت: أختاروه، وما قلت لك [بتقلد] (١) القضاء. ويروى

أن يحيى بن يحيى شرب دواء فقالت له زوجته: قم فتمش في الدار.

فقال: أنا أحاسب نفسي أربعين سنة على خطئي فما أعلم ما هذه المشية.

وقال محمود بن غيلان: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من قال

القرآن مخلوق فهو كافر بالله، وبانت منه امرأته. وقال مسلم بن

الحجاج: سمعت يحيى بن يحيى يقول: من زعم أن آية من القرآن

مخلوقة فهو كافر.

وروي (٢) أن يحيى بن يحيى أراد الحجِّ بأخرة فأشفق عليه عبد الله بن

طاهر من المحنة وترك الحجِّ. وقال بشر بن الحكم: حزرنا في جنازة

يحيى بن يحيى مائة ألف رجل. وقال الحاكم: سمعت الحافظ أبا علي

النيسابوري: كنت في غم شديد فرأيت النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في المنام كأنه يقول

لي: صر إلى قبر يحيى بن يحيى واستغفر وسل حاجتك. فأصبحت

ففعلت ما أمرني به فقضيت حاجتي. وقال أحمد بن يوسف السلمي:

سمعت يحيى بن يحيى يقول: من نظر في كتاب كليلة و [دمنة] (٣)

جره ذلك إلى الزندقة، ومن نظر في كتاب "صفين" حمله على سب


(١) في "الأصل": مقلد. والمثبت من "خ، هـ" وهو أشبه.
(٢) سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥١٦ - ٥١٧).
(٣) في "الأصل": دمية. والمثبت من "خ، هـ".

<<  <  ج: ص:  >  >>