للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المرء (١٤٢) لا يعظ‍ أخاه حتى يحكم أمر نفسه إذا لرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقل الواعظون والساعون (١٤٣) لله في أرضه بالنصيحة، وإني لكثير/الإسراف على نفسي غير محكم لكثير من أمري، عظيم السقط‍ والزلل عند الغضب والرضى، فو الله الذي لا إله إلاّ هو ما أجدني أرضى نفسي لله تعالى ولا عملي ولا أثق بعملي أنه (١٤٤) ينجّيني، ولو [أني] (١٤٥) كتفت عند الموت وسيق بي مكتوفا إلى ربي لكان لي قليلا، ومن أقل حياء مني ومن أحمق فيما بيني وبين الله تعالى. عصمنا الله وإياكم بتوفيقه ووهب لنا ولكم من التسهيل (١٤٦) علينا ما نسلك به طريقه ونصل به إلى طاعته.

وقال أبو الفضل:

أصح ما وجدت في عملي الإقرار بعجزي، والانتظار لفضل ربي، ولذلك يقال: من عرف قدره هانت عليه نفسه، وعظم عند الخلق قدره، ولولا أن الله تعالى بمنه يغفر الذنوب ما دخل أحد الجنّة، ولقد عجبت كيف يعذّب الله تعالى أحدا وهو يغفر الذنوب، ولكن أراد أن يعرّف خلقه فضل نعمته، ومن قصد إلى الله عزّ وجلّ بالمحافظة على دينه حفظه الله عزّ وجلّ، ومن أخلص قلبه إليه صار في محل محبته واختياره، فقدّم الأثرة لله عزّ وجلّ واعرف/قدر ما أذاقك الله عزّ وجلّ من ملاطفته بالشكر منك على ذلك يزيدك لين الله (١٤٧) تعالى، وآها لقلب يحب الله تعالى كيف يصبر عن ذكره أو يلهيه شيء عنه أو كيف يسكن (١٤٨) إلى غيره أو يكون لأحد مكان فيه سواه، فعليك بمن يزيدك كلامه فهما، ومنازعته علما، والاستماع إليه حكمة، والنظر إليه عبرة، إن تكلم لم يلغ، وإن صمت لم يندم، وإن عمل لم يبطئ، فإنّ مجالسته غبطة.

وقال أبو الفضل:


(١٤٢) في (ب): الرجل.
(١٤٣) في (ب): والسامعون.
(١٤٤) في (ب): أن
(١٤٥) زيادة من (ب)
(١٤٦) في (ق): السهيل
(١٤٧) في (ق): ان الله
(١٤٨) في (ق): أم يسكن، وفي (ب): أم كيف.