كتاب رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية

٧٦ - ومنهم أبو سليمان خلاد بن سليمان الحضرمي (*).

كان من أهل الفضل والدين، يروى عن نافع مولى ابن عمر، وخالد بن أبي عمران، ودرّاج (١) بن سمعان. روى عنه ابن وهب وسعيد بن أبي مريم، وكان أحد الخائفين. مولده بإفريقية، ثم انتقل إلى المشرق وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائة.

أسند عنه ابن عبد الأعلى (٢) حديثين بعد أن أثنى عليه، فرفع الإسناد: حدثنا نافع أنه سأل عبد الله بن عمر فقال (٣): «إنا قوم لا نثبت عند قتال عدونا، ولا ندري من الفئة [إمامنا أو عسكرنا] (٤) فقال: «إن الفئة رسول الله صلّى الله عليه وسلم» قال: فقلت: «إن الله عزّ وجلّ يقول في كتابه العزيز: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ) (٥)، فقال: «إنما نزلت هذه الآية لأهل بدر، لا قبلها ولا بعدها».

٧٧ - ومنهم أبو محمد عبد الله بن فروخ الفارسي (**).

كان فاضلا صالحا متواضعا في نفسه، قليل الهيبة للملوك في حق يقوله، لا يخاف في الله لومة لائم، مباينا لأهل البدع ومعاديا لهم، حافظا للحديث والفقه.

(*) مصادره: التاريخ الكبير ج ٢ ق ١٨٨: ١، الجرح والتعديل ج ١ ق ٣٦٥: ٢ - ٣٦٦، الكاشف ٢٩٣: ١، تهذيب التهذيب ١٧٢: ٣ - ١٧٣، تقريب التهذيب ٢٢٩: ١، حسن المحاضرة ٢٧٩: ١.
(١) في الأصل الخطي وكذا في المطبوعة: دزاح-ثانيه زاي وآخره مهمل-.والإصلاح من تقريب التهذيب ٢٣٥: ١، وهو درّاج.-بتثقيل الراء وآخره جيم-بن سمعان، أبو السمح: بمهملتين الأولى مفتوحة وميم ساكنة، السهمي، مولاهم. محدّث مصري له معرفة بالقصص. مات سنة ١٢٦.
(٢) هو أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي. المتوفي سنة ٣٤٧ تقدّم تعريفنا به. يراجع حديثنا عن مصادر الكتاب في التقديم.
(٣) الأثر في التاريخ الكبير، وتفسير ابن كثير ٢٩٤: ٢ من طريق خلاّد.
(٤) زيادة من المصدرين المذكورين.
(٥) سورة الأنفال آية ١٥.
(**) مصادره: التاريخ الكبير ج ٣ ق ١٦٩: ١ - ١٧٠، الجرح والتعديل ج ٢ ق ١٣٧: ٢، طبقات ابي العرب ص ٣٤ - ٣٧، تاريخ افريقية والمغرب ص ١٧٤ - ١٧٨، ١٧٥ - ١٨١، قطب السرور ص ٤٨٩، ترتيب المدارك ١٠٢: ٣ - ١١٢، تكملة الصلة رقم ١٢٣٧، معالم الايمان ٢٣٨: ١ - ٢٤٨، الكاشف ١١٨: ١، ميزان الاعتدال ٤٧١: ٢ - ٤٧٢، تهذيب التهذيب ٣٥٦: ٥، تقريب التهذيب ٤٤٠: ١.