للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

هِشَامَ بْنَ حَكِيمٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ، فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ، وَزَادَ: "فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ، فتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ").

رجال هذا الإسناد: ثمانية:

١ - (الْمِسْوَرُ بْنُ مَخَرَمَةَ) بن نوفل بن أُهَيب بن عبد مناف بن زُهْرة الزهريّ، أبو عبد الرحمن، له ولأبيه صحبة، مات سنة أربع وستين (ع) تقدم في "الحيض" ١٨/ ٧٧٩.

والباقون تقدّموا في السند الماضي، الباب الماضي.

وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ، وَزَادَ) فاعل "ساق"، و"زاد" ضمير يونس، وهو ابن يزيد الأيليّ، يعني أنه ساق الحديث عن ابن شهاب بمثل ما ساقه مالك عنه، وزاد فيه قوله: "فكدت إلخ".

وقوله: (فَكِدْتُ أُسَاوِرُهُ فِي الصَّلَاةِ) بالسين المهملة: أي أعاجله، وأواثبه، قاله النوويُّ.

وقال الفيوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: سارَ يَسُورُ: إذا غَضِبَ، والسَّوْرَة اسم منه، والجمع سَوْرَاتٌ، بالسكون للتخفيف، وقال الزُّبَيدِيّ: السَّوْرة: الْحِدَّة، والسَّوْرَة البَطْش، وسار الشرابُ يَسُور سَوْرًا، وسَوْرَةً: إذا أخذ الرأسَ، وسَوْرة الجُوعِ والخَمْرِ: الحِدَّةُ أيضًا، ومنه الْمُسَاوَرَةُ، وفي "التهذيب": والإنسان يُسَاوِر إنسانًا: إذا تناول رأسه، ومعناه المغالبة. انتهى (١).

وقوله: (فتَصَبَّرْتُ حَتَّى سَلَّمَ) أي تكلّفت الصبر حتى سلّم من صلاته، قال في "القاموس": الصبرُ: نقيض الْجَزَعِ، صَبَرَ يَصْبِرُ، فهو صابرٌ، وصَبِير، وصَبُورٌ، وتَصَبَّرَ، واصطبر، واصَّبَر. انتهى (٢).

والمعنى هنا: أنه حبس نفسه، ومنعها عن التعرّض لهشام بالتلبيب ونحوه إلى أن فرغ من صلاته بالتسليم.

[تنبيه]: رواية يونس، عن ابن شهاب هذه ساقها النسائيُّ في "المجتبى"، فقال:


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٩٤ - ٢٩٥.
(٢) "القاموس المحيط" ٢/ ٦٦.