١ - (منها): بيان هدي النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في التهجّد، وذلك أنه كان ينام أول الليل، ويُحيي آخره، وهو الوقت الذي ينزل فيه اللَّه -سبحانه وتعالى-، فقد أخرج الشيخان عن أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"ينزل ربنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيبَ له، من يسألني فأعطيَهُ، من يستغفرني فأغفرَ له".
٢ - (ومنها): بيان أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان ربما نام جنبًا قبل أن يغتسل، وهذا لا ينافي استحباب الوضوء قبله؛ لثبوته عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقد أخرج الشيخان عن عائشة -رضي اللَّه عنها- قالت:"كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا أراد أن ينام، وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة".
وقد ثبت أيضًا أمره -صلى اللَّه عليه وسلم- به، فقد أخرج الشيخان أيضًا عن عبد اللَّه بن عمر -رضي اللَّه عنه-، قال: استَفْتَى عمر النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أينام أحدنا، وهو جنب؟ قال:"نعم، إذا توضأ"، وقد تقدّم البحث في هذا في "كتاب الطهارة" مستوفًى، فراجعه، وباللَّه تعالى التوفيق.
٣ - (ومنها): بيان أنه ينبغي الاهتمام بالعبادة، وعدم التكاسل بالنوم، والإقبال عليها بالنشاط، وهو معنى الحديث الصحيح:"المؤمن القويّ خيرٌ، وأحبّ إلى اللَّه من المؤمن الضعيف. . . " الحديث، رواه مسلم، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج -رَحِمَهُ اللَّهُ- المذكور أولَ الكتاب قال: