فيه، واللَّه تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسائل تتعلّق بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): حديث أبي هريرة -رضي اللَّه عنه- هذا من أفراد المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-.
[تنبيه]: هذا الحديث رواه الإمام مالك -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "الموطّأ" مرسلًا، قال الحافظ أبو عمر بن عبد البرّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-:
هكذا رَوَى هذا الحديث عن مالك مرسلًا جماعةُ رواة "الموطأ" عنه، لا خلاف بينهم في ذلك، وكذلك رواه سفيان بن عيينة، ومعمر في رواية عبد الرزاق عنه، عن الزهريّ مرسلًا، كما رواه مالك.
وقد وصله أبان العطار، عن معمر، ووصله الأوزاعيّ أيضًا، ويونس، عن الزهريّ، عن سعيد، عن أبي هريرة، وعبد الرزاق أثبت في معمر من أبان العطار، وقد وصله محمد بن إسحاق، عن الزهري، ثم أخرجه من طريقه.
قال: ووصل من هذا الحديث ابنُ عيينة، ومعمرٌ، عن الزهريّ، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قوله:"من نسي صلاةً، فليصلها إذا ذكرها، فإن اللَّه يقول:{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ".
وقد رُوِي عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- في نومه عن الصلاة في السفر آثارٌ كثيرةٌ من وجوه شَتَّى، رواها عنه جماعة من أصحابه، منهم: ابنُ مسعود، وأبو مسعود، وأبو قتادة، وذو مِخْبَر الحبشيّ، وعمران بن حصين، وأبو هريرة، وقد ذكرها كلّها في "التمهيد"(١).
قال الجامع عفا اللَّه عنه: تبيّن مما سبق في كلام الحافظ أبي عمر: أن هذا الحديث صحيح موصولًا، كما هو رأي المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-؛ حيث أخرجه هنا في الأصول؛ لأن الذين وصلوه جماعة حفّاظ، عندهم زيادة علم، فوجب قبولها.
ومن الغريب أن الترمذيّ أخرج الحديث من طريق صالح بن أبي