للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لطائف هذا الإسناد:

١ - (منها): أنه من سُداسيات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وله فيه شيخان قرن بينهما، وفيه التحديث، والعنعنة من صيغ الأداء.

٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، إلَّا شيخيه، فالأول ما أخرج له ابن ماجه، والثاني انفرد به هو، والبخاريّ، والنسائيّ، وسليمان، ما أخرج له البخاريّ.

٣ - (ومنها): أن فيه رواية الراوي عن أبيه، واللَّه -تعالى- أعلم.

شرح الحديث:

(عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ) بُريدة بن الْحصيب -رضي اللَّه عنه- (عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أَنَّ رَجُلًا) لَمْ يُسمّ (سَأَلهُ عَنْ وَقْتِ الصَّلَاةِ؟) أريد به جنس الصلاة، أي الصلوات الخمس، وفي رواية شعبة التالية: "فسأله عن مواقيت الصلاة" (فَقَالَ لَهُ) النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ("صَلِّ مَعَنَا) وفي رواية شعبة: "اشهد معنا الصلاة" (هَذَيْنِ" -يَعْنِي الْيَوْمَيْنِ) هكذا في رواية المصنّف، وفي رواية النسائيّ: "صلّ معنا هذين اليومين"، بدون "يعني"، أي إذا أردت أن تتعلم أوقات الصلاة، أوائلها، وأواخرها، صلّ معنا في هذين اليومين الآتيين؛ إذ المشاهدةُ أقوى من السمع (فَلَمَّا زَالَتِ الشَّمْسُ أَمَرَ) -صلى اللَّه عليه وسلم- (بِلَالًا) -رضي اللَّه عنه-، أي بالأذان، فحُذف مفعوله؛ اختصارًا؛ للعلم به (فَأَذَّنَ، ثُمَّ أَمَرَهُ) أي بالإقامة (فَأَقَامَ الظُّهْرَ) أي لأجل صلاة الظهر، وفي رواية شعبة: "ثمّ أمره بالظهر حين زالت الشمس عن بطن السماء" (ثُمَّ أَمَرَهُ) أي بلالًا -رضي اللَّه عنه- بالإقامة (فَأَقَامَ) أي بعد الأذان (الْعَصْرَ) لأجل صلاتها (وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ) جملة في محلّ نصب على الحال، والرابط الواو (بَيْضَاءُ) أي لم تخالطها صفرة (نَقِيَّةٌ) أي صافيةٌ، والمراد أنه أول وقت العصر (ثُمَّ أَمَرَهُ) أي بالإقامة (فَأَقَامَ) أي بعد الأذان (الْمَغْرِبَ حِينَ غَابَتِ الشَّمْسُ) وفي رواية شعبة: "حين وجبت الشمس"، وفي رواية النسائيّ: "ثم أمره حين وقع حاجب الشمس"، أي حين غاب وسقط حاجب الشمس، أي طرفها الأعلى الذي بغيبته تغيب الشمس كلها.

وقال في "زَهْر الرُّبَى": قيل هو طرف قرص الشمس الذي يبدو عند