النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يُخَرِّبُ) بضم أوله، وفتح ثانيه، وتشديد الراء المكسورة، من التخريب، أو بضم، فسكون، وتخفيف راء مكسورة، من الإخراب، قال الفيوميّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: خَرب المنزل -بكسر الراء، من باب تعب-، فهو خَرَابٌ، ويتعدّى بالهمزة، والتضعيف، فيقال: أخربته، وخرّبته. انتهى.
وهذا التخريب عند قُرب القيامة، حيث لا يبقى في الأرض أحد يقول: اللَّه، اللَّه.
(الْكَعْبَةَ) اسم بيت اللَّه الحرام، سمّيت بذلك؛ لنتوئها، وقيل: لتربيعها، وارتفاعها. (ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ) بضم السين المهملة، وفتح الواو تثنية سُويقة، وهي تصغير الساق، وهي مؤنثة، فلذا ظهرت التاء في تصغيرها؛ لأن التصغير، والتكسير، والضمير تردّ الكلمات إلى أصولها، كما أشار إليه ابن مالك -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "الخلاصة"، حيث قال:
وإنما صغّر الساقين لأن الغالب على سُوق الحبشة الدقّة، والحُمُوشة؛ أي: له ساقان دقيقتان.
قال الطيبيّ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: سرّ التصغيير الإشارة إلى أن مثل هذه الكعبة المعظّمة يَهتك حرمَتَها مثل هذا الحقير الذميم الخلقة. ويَحْتَمِل أن يكون الرجل اسمه ذلك، أو أنه وَصْف له؛ أي: رجل دقيق الساقين، رقيقهما جدًّا، والحبشة، وإن كان شأنهم دقة السوق، لكن هذا يتميّز بمزيد من ذلك. انتهى.
(مِنَ الحَبشَةِ) -بفتحات- قال في "القاموس": الْحَبَشُ، والْحَبَشَةُ، والأُحْبُش بضم الباء جنس من السودان، والجمع: حُبْشَان، وأحابيش. انتهى. قال الرشاطيّ: وهم من وَلَدِ كوش بن حام، وهم أكثر ملوك السودان، وجميع ممالك السودان ويعطون الطاعة للحبش. وقال أبو حنيفة الدِّينوريّ: كان أولاد حام سبعة إخوة، كأولاد سام: السند، والهند، والزنج، والقبط، والحبش، والنوبة، وكنعان، فأخذوا ما بين الجنوب، والدبور، والصبا (١).
وقد وقع هذا الحديث عند أحمد (٢/ ٣٥١) من طريق سعيد بن سمعان،