للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فـ "كِتمانهم" مصدر مضاف إلى فاعله، ونصب مفعوليه، وهما قوله: "إياه"، و"ما" من قوله: "ما سألهم"، وإلى هذا أشار في "الخلاصة" بقوله:

وَبَعْدَ جَرِّهِ الَّذِي أُضِيفَ لَهْ … كَمِّلْ بِنَصْبٍ أَوْ بِرَفْعٍ عَمَلَهْ

واللَّه تعالى أعلم.

مسائل تتعلّق بهذا الحديث:

(المسألة الأولى): حديث ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- هذا متّفقٌ عليه.

(المسألة الثانية): في تخريجه:

أخرجه (المصنّف) هنا [١/ ٧٠٠٨] (٢٧٧٨)، و (البخاريّ) في "التفسير" (٤٥٦٨)، و (الترمذيّ) في "التفسير" (٣٠١٨)، و (النسائيّ) في "الكبرى" (٦/ ٣١٨)، و (أحمد) في "مسنده" (١/ ٢٩٨)، و (الطبرانيّ) في "الكبير" (١٠/ ٣٠٠)، و (البيهقيّ) في "شُعب الإيمان" (٥/ ٣٧٨)، واللَّه تعالى أعلم.

(المسألة الثالثة): في فوائده:

١ - (منها): بيان سبب نزول الآية الكريمة.

٢ - (ومنها): بيان فضل ابن عبّاس -رضي اللَّه عنهما- حيث كان مرجعًا للأمة في فهم كتاب اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ-، وبيان أسباب نزوله، بسبب بركة دعاء النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- له بذلك، فقد أخرج الشيخان عن ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-، أن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل الخلاء، فوضعت له وَضوءًا، قال: "من وضع هذا؟ "، فأُخبر، فقال: "اللهم فقّهه في الدين".

وأخرج ابن حبّان في "صحيحه" عن طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث، فوضعت لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طهورًا، فقال: "من وضع هذا؟ " قالت ميمونة: عبد اللَّه، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ فقّهه في الدين، وعلّمه التأويل".

٣ - (ومنها): بيان ما كان عليه السلف من البحث في كتاب اللَّه، وسؤال أهل العلم عنه، والمناقشة فيما بينهم حتى يتّضح الحقّ، لا لمجرّد الاختلاف، ونصرة الرأي، وإنما هو للوصول إلى الحقّ حتى يتَّبعوه، وهكذا ينبغي لطلّاب العلم أن يسلكوا مسلكهم في ذلك، واللَّه تعالى وليّ التوفيق.