المخزوميّ مولاهم المكيّ، ثقةٌ إمام في التفسير، وفي الفقه [٣](ت ١ أو ٢ أو ٣ أو ١٠٤) وله ثلاث وثمانون سنةً (ع) تقدم في "المقدمة" ٤/ ٢١.
٥ - (أَبُو مَعْمَرٍ) عبد اللَّه بن سَخْبرة -بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفتح الموَحّدة- الأزديّ الكوفيّ، ثقةٌ [٢] مات في إمارة عبيد اللَّه بن زياد (ع) تقدم في "شرح المقدمة" جـ ٢ ص ٤٧٠.
[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللَّهُ-، وأنه مسلسلٌ بالكوفيين، غير شيخه، فعدنيّ، ثم مكيّ، وسفيان، وإن كان مكيًّا، إلا أنه كوفي الأصل، وأن فيه رواية ثلاثة من التابعين روى بعضهم عن بعض، على قول من قال: إن منصورًا من صغار التابعين، وإلا ففيه رواية تابعيّ عن تابعيّ، وأن صحابيّه -رضي اللَّه عنه- من مشاهير علماء الصحابة -رضي اللَّه عنهم-، ذو مناقب جمّة.
شرح الحديث:
(عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ) -رضي اللَّه عنه-، أنه (قَالَ: اجْتَمَعَ عِنْدَ الْبَيْتِ)؛ أي: عند الكعبة؛ لأنه المراد عند الإطلاق؛ إذ صار عَلَمًا بالغلبة، كما قال في "الخلاصة":
وفي رواية ابن حبّان في "صحيحه": من طريق وهب بن ربيعة، عن ابن مسعود قال: إني لمستتر بأستار الكعبة، إذ جاء ثلاثة نفر: ثقفيّ، وختناه قرشيان، كثير شحم بطونهم، قليل فقههم، فتحدثوا الحديث بينهم، فقال أحدهم: أترى اللَّه يسمع ما قلنا؟ وقال الآخر: إذا رفعنا سمع، وإذا خفضنا لم يسمع، وقال الآخر: إن كان يسمع إذا رفعنا، فإنه يسمع إذا خفضنا، فأتيت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكرت ذلك له، فأنزل اللَّه:{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ} الآية [فصلت: ٢٢](١).
(ثَلَاثَةُ نَفَرٍ: قُرَشِيَّانِ، وَثَقَفِيٌّ) وقوله: (أَوْ) للشكّ من الراوي؛ أي: أو قال: (ثَقَفِيَّانِ، وَقُرَشِيٌّ) قال في "الفتح": هذا الشكّ من أبي معمر راويه عن ابن