للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

انتقد الرواية التالية، لا هذه الرواية، كما سيأتي نصّه في التنبيه -إن شاء اللَّه تعالى-، وباللَّه تعالى التوفيق.

وقوله: (وَسَاقَ الْحَدِيثَ، وَزَادَ فِيهِ) فاعل "ساق"، و"زاد" ضمير محمد بن عبد اللَّه ابن أخي الزهريّ.

وقوله: (قَلَّمَا يُرِيدُ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا) من التورية؛ أي: أوهم غيرها، وأصله مِن وراء، كأنه جعل البيان وراء ظهره.

[تنبيه]: رواية محمد بن عبد اللَّه بن مسلم ابن أخي الزهريّ، عن الزهريّ هذه ساقها الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ- في "مسنده"، فقال:

(١٥٨٢٧) - حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا ابن أخي الزهريّ، محمد بن عبدا اللَّه، عن عمه محمد بن مسلم الزهريّ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، أن عبد اللَّه بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه، حين عَمِي، قال: سمعت كعب بن مالك يحدّث حديثه، حين تخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك، فقال كعب بن مالك: لم أتخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة غيرها قطّ إلا في غزوة تبوك، غير إني كنت تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحدًا تخلف عنها، إنما خرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يريد عير قريش، حتى جمع اللَّه بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد، ولقد شَهِدت مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ليلة العقبة، حين توافقنا على الإسلام، ما أحبّ أن لي بها مشهد بدر، وإن كانت بدر أذكر في الناس منها، وأشهر، وكان من خبري حين تخلفت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك لأني لم أكن قط أقوى، ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغَزَاة، واللَّه ما جمعت قبلها راحلتين قط، حتى جمعتهما في تلك الغزاة، وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قلّما يريد غَزاة يغزوها إلا ورّى بغيرها، حتى كانت تلك الغزاة، فغزاها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في حرّ شديد، واستقبل سفرًا بعيدًا، ومَفازًا، واستقبل عدوًّا كثيرًا، فجلا للمسلمين أمره؛ ليتأهبوا أُهبة عدوّهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد، والمسلمون مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كثير، لا يَجمعهم كتابٌ حافظٌ -يريد: الديوان-.


= ابن أخي الزهريّ مع رواية معقل الجزريّ أنه عبيد اللَّه مصغّرًا لا يخفى ما فيه، فتنبّه، واللَّه تعالى وليّ التوفيق.