وقوله:(ثُمَّ يَقُولُ إلخ) فاعل "يقول" ضمير أبي هريرة -رضي الله عنه-، كما بُيّن في الرواية الماضية، وليس ضمير رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففيه إدراج، كما مرّ بيانه، والله تعالى أعلم.
وقوله:(ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) الإشارة إلى دين الإسلام؛ أي: دين الإسلام هو الدين المستقيم.
والحديث متّفق عليه، وقد مضى شرحه وبيان مسائله قبل حديث، ولله الحمد والمنّة.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف -رحمه الله- أوّلَ الكتاب قال:
٣ - (الأَعْمَشُ) سليمان بن مِهْران، تقدّم أيضًا قريبًا.
والباقيان ذُكرا في الباب وقبله.
شرح الحديث:
(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) -رضي الله عنه-؛ أنه (قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُلِدَ عَلَى الْفِطْرَةِ) "يُلِدَ" بضمّ أوله، وكسر ثانيه، فعل ماض مغيَّر الصيغة، أصله: وُلِدَ، على وزن ضُرِب، أُبدلت واوه ياء؛ لانضمامها، قال النوويّ -رحمه الله-: هكذا هو في جميع النُّسخ: "يُلِدَ" بضم الياء المثناة تحتُ، وكسر اللام، على وزن ضُرِبَ، حكاه القاضي عن رواية السمرقنديّ، قال: وهو صحيح على إبدال الواو ياءً؛ لانضمامها، قال: وقد ذكر الهجريّ في "نوادره": يقال: وُلِد ويُلِد بمعنًى، قال القاضي: ورواه غير السمرقنديّ: "يُولَدُ". انتهى (١).