للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معنى ينزعه: يقلعه من يده، فيصيب به الآخر، أو يشدّ يده، فيصيبه. انتهى (١).

وقال وليّ الدين -رَحِمَهُ اللهُ-: قوله: "ينزع في يده" بكسر الزاي، وبالعين المهملة، ومعناه: يرمي في يده، ويحقّق ضربته، كأنه يرفع يده، ويحقق إشارته، والنزع: العمل باليد، كالاستقاء بالدلو، ونحوه، وأصله الجذب، والقلع، قال في "المشارق": وأصل فَعَلَ إذا كان عينه أو لامه حرف حلق أن يكون مستقبَله كذلك مفتوحًا، ولم يأت في المستقبَل مكسورًا إلا ينزع، ويهنئ، قلت (٢): ومثله يَرْجِع، وما ذكرناه من ضَبْط هذه اللفظة هو الذي حكاه القاضي عياض عن جميع روايات مسلم، ونقله النوويّ عن نُسخ بلادنا، وهو المشهور في رواية البخاريّ، ورُوي فيه أيضًا: "ينزغ" بفتح الزاي، وبِالغين المعجمة، وهو كذلك في رواية أبي ذرّ الهرويّ، ومعناه: يَحْمِله على تحقيق ضَرْبه، ويزيّن ذلك له، ونَزْغُ الشيطان: إغراؤه، وإغواؤه. انتهى (٣).

(فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ") قال الحافظ وليّ الدين -رَحِمَهُ اللهُ-: رَوَيناه في "صحيح البخاريّ" بالنصب، والرفع؛ لكونه في جواب الترجي، وقد قُرئ بهما قوله تعالى: {لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ} [غافر: ٣٦ - ٣٧] قرأ حفص عن عاصم بالنصب، والباقون بالرفع. انتهى (٤).

وقال في "الفتح": قوله: "فيقع في حفرة من النار" هو كناية عن وقوعه في المعصية التي تُفضي به إلى دخول النار، قال ابن بطال -رَحِمَهُ اللهُ-: معناه: إن أُنفذ عليه الوعيد.

وفي الحديث: النهي عما يفضي إلى المحذور، وإن لم يكن المحذور محقّقًا، سواءٌ كان ذلك في جدّ، أو هزل.

وقد وقع في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند ابن أبي شيبة وغيره مرفوعًا، من رواية ضمرة بن ربيعة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عنه: "الملائكةُ


(١) "الفتح" ١٣/ ٤٦٧، كتاب "الفتن" رقم (٧٠٧٢).
(٢) القائل صاحب "طرح التثريب"، فتنبّه.
(٣) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٧/ ٤٤٥.
(٤) "طرح التثريب في شرح التقريب" ٧/ ٤٤٥.