للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال في "الفتح": قوله: "عن رؤيا النبيّ -صلى الله عليه وسلم-" كأنه تقدّم للتابعيّ سؤال عن ذلك، فأخبره به الصحابيّ (١).

وقوله: (فِي أَبَي بَكْرٍ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب -رضي الله عنهما-) متعلّق بحال مقدّر عن "رؤيا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"؛ أي: حال كونها كائنة فيما يتعلّق بمدّة خلافتهما.

وقوله: (بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ)؛ يعني: أن حديث أحمد بن عبد الله بن يونس بنحو حديث ابن أبي شيبة، وابن نُمير، وفيه إطلاق ضمير الجماعة على الاثنين؛ إذ المراد شيخاه في السند الماضي، وهما: ابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وقد تقدّم أن الأصحّ أن أقلّ الجمع اثنان، كما قال تعالى: {وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}، بعد قوله: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ} الآية [الأنبياء: ١٧٨] وهذا الوجه أَولى مما سلكه بعض الشرّاح (٢) من تغليط الرواية، زاعمًا أن المرجع هو أبو بكر بن سالم.

ومما يؤكّد كون مرجع الضمير شيخيه ما يأتي في حديث جابر التالي لهذا

الحديث، من قوله: "بمثل حديث ابن نُمير، وزُهير"، فقد نصّ هناك على شيخيه، وهذا مثله دون أيّ فرق، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: رواية موسى بن عُقبة عن سالم هذه ساقها البخاريّ رحمه الله في "صحيحه" بسند المصنّف، فقال:

(٦٦١٧) - حدّثنا أحمد بن يونس، حدّثنا زهير، حدثنا موسى، عن سالم، عن أبيه، عن رؤيا النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في أبي بكر وعمر، قال: "رأيت الناس اجتمعوا، فقام أبو بكر، فنزع ذَنوبًا، أو ذَنوبين، وفي نَزْعه ضُعْفٌ، والله يغفر له، ثم قام ابن الخطاب، فاستحالت غربًا، فما رأيت في الناس مَن يَفْرِي فَرِيَّه، حتى ضَرَبَ الناسُ بعطن". انتهى (٣).

قال في "الفتح": وقوله: "قال: رأيت" القائلُ هو النبيّ -صلى الله ع ليه وسلم-، وحاكي ذلك عنه هو ابن عمر -رضي الله عنهما-.


(١) "الفتح" ١٦/ ٣٧٨ - ٣٧٩.
(٢) هو: الشيخ الهرريّ، راجع: شرحه ٢٢/ ٤٠٢.
(٣) "صحيح البخاريّ" ٦/ ٢٥٧٦.