للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والباقيان ذُكرا في الباب.

[تنبيه]: من لطائف هذا الإسناد:

أنه من سُداسيّات المصنّف -رَحِمَهُ اللهُ-، وأن فيه رواية صحابيّ، عن صحابيّ -رضي الله عنهما-، وأنه مسلسل بالتحديث والإخبار.

شرح الحديث:

(عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ) محمد بن مسلم (أَنَّ أَبَا الطُّفَيْلِ) -بضم الطاء المهملة، وفتح الفاء- (عَامِرَ بْنَ وَاثِلَةَ) بنصب "عامر" على البدليّة، أو عطف البيان لـ "أبا الطفيل"، (أَخْبَرَهُ)؛ أي: أبا الزبير، (أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ) -رضي الله عنه- (أَخْبَرَهُ) وقوله: (قَالَ) تفسير وبيان لإخباره. (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَامَ غَزْوَةٍ تَبُوكَ) قال في "الفتح": "تبوك" المشهور فيها عدم الصرف؛ للتأنيث والعَلَمية، ومَنْ صَرَفها أراد الموضع، ووقعت تسميتها بذلك في الأحاديث الصحيحة، وهي مكان معروف، هو نصف طريق المدينة إلى دمشق، ويقال: بين المدينة وبينه أربع عشرة مرحلة، وذكرها في "المحكم" في الثلاثي الصحيح، وكلام ابن قتيبة يقتضي أنها من المعتلّ، فإنه قال: جاءها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهم يبوكون مكان مائها بقِدْح، فقال: "ما زلتم تبوكونها"، فسمّيت حينئذ تبوك. انتهى (١).

وقال الفيّوميّ -رَحِمَهُ اللهُ-: بَاكَتِ الناقة تَبُوكُ بَوْكًا: سَمِنت، فهي بَائِكٌ بغير هاء، وبهذا المضارع سُمِّيت غزوة تَبُوكُ؛ لأن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- غزاها في شهر رجب سنة تسع، فصالح أهلها على الجزية، من غير قتال، فكانت خالية عن البؤس، فأشبهت الناقة التي ليس بها هُزال، ثم سمّيت البقعة تَبُوكُ بذلك، وهو موضع من بادية الشام، قريب من مَدْين الذين بَعَث الله إليهم شعيبًا. انتهى (٢).

وقال في "الفتح": وبينها وبين المدينة من جهة الشام أربع عشرة مرحلةً، وبينها وبين دمشق إحدى عشرة مرحلةً.

وكان السبب فيها ما ذكره ابن سعد وشيخه وغيره، قالوا: بلغ المسلمين


(١) "الفتح" ٩/ ٥٥٦، كتاب "المغازي" رقم (٤٤١٥).
(٢) "المصباح المنير" ١/ ٦٦.