للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المربد مجازًا؛ لمقاربتها، ويَحْتَمِل أنه على ظاهره، وأنه أَدخل الغنم مِربد الإبل؛ لِيَسِمَها فيه. انتهى (١).

وقال القرطبيّ - رحمه الله -: "المربد": أصله للإبل، فيَحْتَمِل أن كان مربدًا للإبل، وأُدخلت فيه الغنم، ويَحْتَمِل أن يكون استعاره لحظيرة الغنم. انتهى (٢).

وقوله: (قَالَ شُعْبَةُ: وَأكثَرُ عِلْمِي) قال النوويّ - رحمه الله -: رُوي بالثاء المثلثة، وبالباء الموحَّدة، وهما صحيحان. انتهى (٣).

(قَالَ شُعْبَةُ: وَأكثَرُ عِلْمِي أنَّهُ قَالَ: في آذَانِهَا) هذا فيه بيان أن شعبة: شكّ هل في الحديث بعد قوله: "يسم غنمًا" زيادة: "في آذانها" أم لا؟، ولكن أكثر ظنّه أنه فيه، وفي رواية يحيى القطّان التالية: "قال: وأحسبه قال: في آذانها".

قال في "الفتح": قوله: "في آذانها" يستفاد منه أن الأُذُن ليست من الوجه، وفيه حجة للجمهور في جواز وسم البهائم بالكيّ، وخالف فيه الحنفية؛ تمسكًا بعموم النهي عن التعذيب بالنار، ومنهم من ادَّعَى نسخه بنهي وَسْم البهائم، وجعله الجمهور مخصوصًا من عموم النهي، والله أعلم. انتهى (٤).

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه في الحديث الماضي، ولله الحمد والمنّة.

وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:

[٥٥٤٤] ( … ) - (وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَني هِشَامُ بْنُ زيدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أنَسًا يَقُولُ: دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مِرْبَدًا، وَهُوَ يَسِمُ غَنَمًا، قَالَ: أَحْسِبُهُ قَالَ: في آذَانِهَا).

رجال هذا الإسناد: خمسة:

١ - (زُهَيْرُ بْنُ حَرْبِ) بن شدّاد، أبو خيثمة النسائيّ، نزيل بغداد، ثقةٌ ثبتٌ [١٠] (ت ٢٣٤)، وهو ابن (٧٤) سنةً (خ م د س ق) تقدم في "المقدمة" ٢/ ٣.


(١) "شرح النوويّ" ١٤/ ١٠٠.
(٢) "المفهم" ٥/ ٤٤٠.
(٣) "شرح النوويّ" ١٤/ ٩٩.
(٤) "الفتح" ١٢/ ٥٣٦، كتاب "الذبائح" رقم (٥٥٤٢).