للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثبتٌ فاضلٌ [٦] (ت ١٣٢) (ع) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ١ ص ٢٩٦.

والباقون ذُكروا قبله.

وقول مسلم بن صُبيح: (كُنْتُ مَعَ مَسْرُوقٍ فِي بَيْتٍ فِيهِ تَمَاثِيلُ مَرْيَمَ)؛ أي: أمّ عيسى عليه السلام، وفي رواية البخاريّ: "قال: كنّا مع مسروق في دار يسار بن نُمير، فرأى في صُفّته تماثيل".

قال في "الفتح": قوله: "في دار يسار بن نُمير" هو بتحتانية، ومهملة خفيفة، وأبوه بنون مصغرٌ، ويسار مدنيّ، سكن الكوفة، وكان مولى عمر، وخازنه، وله رواية عن عمر، وعن غيره، وروى عنه أبو وائل، وهو من أقرانه، وأبو بردة بن أبي موسى، وأبو إسحاق السبيعيّ، وهو موثقٌ، ولم أر له في البخاريّ إلا هذا الموضع. انتهى (١).

[فإن قلت]: إذا كان يسار هذا عامل عمر - رضي الله عنه -، فكيف ترك في بيته الصورة المذكورة؟.

[قلت]: أجاب بعضهم باحتمال أنه اشترى البيت من نصرانيّ صنع هذه التماثيل، ويمكن أن يكون قد محا وجوهها، وبقي سائر الجسد، فرآه أبو الضحى ومسروق، ويمكن أيضًا أن تكون هذه التماثيل في موضع ممتهَن، فإنها كانت في الصفّة، أو تكون منقوشة على الصفّة غير متجسّدة، وكان يسار بن نمير يرى جوازها كما يراه القاسم بن محمد، والله تعالى أعلم (٢).

وقوله: "فرأى في صُفّته" بضم الصاد المهملة، وتشديد الفاء، وفي رواية منصور، عن أبي الضحى عند مسلم: "كنت مع مسروق في بيت فيه تماثيل، فقال لي مسروق: هذه تماثيل كسرى، فقلت: لا، هذه تماثيل مريم"، كأن مسروقًا ظَنّ أن التصوير كان من مجوسيّ، وكانوا يصوّرون صورة ملوكهم، حتى في الأواني، فظهر أن التصوير كان من نصرانيّ؛ لأنهم يصوّرون صورة مريم، والمسيح، وغيرهما، ويعبدونها. انتهى (٣).


(١) "الفتح" ١٣/ ٤٦٣، كتاب "اللباس" رقم (٥٩٥٠).
(٢) راجع: "تكملة فتح الملهم" ٤/ ١٧٥.
(٣) "الفتح" ١٣/ ٤٦٣، كتاب "اللباس" رقم (٥٩٥٠).