وَجْهِهِ) - صلى الله عليه وسلم - (فَقَالَ حَمْزَةُ: وَهَلْ أنتُمْ إِلَّا عَبِيدٌ لأَبِي؟)؛ أي: كعبيد، وغرضه أن عبد الله وأبا طالب كانا كأنهما عبدان لعبد المطلب في الخضوع لحرمته، وأنه أقرب إليه منهما. (فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّهُ ثَمِلُ) بفتح الثاء المثلّثة، وكسر الميم؛ أي: سكران، (فَنكَصَ)؛ أي: رجع (رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عَقِبَيْهِ الْقَهْقَرَى) قال الأخفش: يعني رجع وراءه، ووَجْهه إليه، والنكوص: الرجوع إلى وراء، يقال: نَكَصَ يَنكُصُ، من باب نصر، فهو ناكص، قال ابن الأثير: القهقرى مصدر، ومنه قولهم: رجع القهقرى؛ أي: رجع الرجوعَ الذي يُعْرَف بهذا الاسم، وقال في "العمدة": فيكون القهقرى منصوبًا على المصدرية من غير لفظه، كما في قعدت جلوسًا، وقال الأزهريّ: القهقرى: الارتداد عما كان عليه، وقد قَهْقَر، وتقهقر، وقيل: إنه مشتق من القهر. انتهى (١).
(وَخَرَجَ) - صلى الله عليه وسلم - عن مكان حمزة - رضي الله عنه - (وَخَرَجْنَا مَعَهُ).
قال في "العمدة": وقال الطبريّ: وفي حديث عليّ - رضي الله عنه - أن المسلمين كانوا يشربون الخمر، ويسمعون الغناء في أول الإسلام، حتى نهى الله عن ذلك بقوله:{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} الآية [المائدة: ٩٠]، وإنما حُرِّمت الخمر بعد غزوة أُحد، والله تعالى أعلم.
والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه، ولله الحمد.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف رحمه الله أوّل الكتاب قال:
١ - (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُهْزَاذَ) المروزيّ، ثقةٌ [١١](٢٦٢)(م) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٣٢.
٢ - (عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ) بن جَبَلَة بن أبي رَوّاد الْعَتَكيّ، أبو عبد الرحمن المروزيّ الملقّب بعبدان، ثقةٌ حافظٌ [١٠](٢٢١) في شعبان (خ م د ت س) تقدم في "المقدمة" ٥/ ٣٢.