خَذَلَهُمْ) تقدّم أنه من باب قتل؛ أي: أذلّهم، وتَرَك نُصرتهم وإعانتهم، وهم المعنيّون بقوله تعالى: {وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (١٨١)} [الأعراف: ١٨١]. (أَوْ) للشكّ من الراوي، هل قال:"خذلهم"، أو قال (خَالَفَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ) المراد به الساعة؛ أي: علامتها، كما سبق قريبًا. (وَهُمْ ظَاهِرُونَ) جملة في محلّ نصب على الحال؛ أي: والحال أن هؤلاء الطائفة غالبون (عَلَى النَّاسِ") متعالُون عليهم، والله تعالى أعلم.
قال الجامع عفا الله عنه: حديث معاوية - رضي الله عنه - هذا متّفقٌ عليه، وقد تقدّم تخريجه، وبيان بقيّة مسائله في "كتاب الزكاة" [٣٤/ ٢٣٨٩ و ٢٣٩٢](١٠٣٧)، فراجعه تستفد، وبالله تعالى التوفيق.
والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب.
وبالسند المتّصل إلى المؤلّف - رحمه الله - أوّل الكتاب قال:
[٤٩٤٨](. . .) - (وَحَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ - وَهُوَ ابْنُ بُرْقَانَ - حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، ذَكَرَ حَدِيثًا، رَوَاهُ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَمْ أَسْمَعْهُ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى مِنْبَرِهِ حَدِيثًا غَيْرَهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَلَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ، إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ").
٢ - (كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ) الْكِلابيّ، أبو سهل الرَّقّيّ، نزيل بغداد، ثقةٌ [٩](ت ٧ أو ٢٠٨)(بخِ م ٤) تقدم في "الإيمان" ٦٣/ ٣٥٧.
٣ - (جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ) الْكِلابيّ، أبو عبد الله الرّقّيّ، ثقةٌ يَهِم في حديث الزهريّ [٧](ت ١٥٠) أو بعدها (بخ م ٤) تقدم في "الإيمان" ٦٣/ ٣٥٧.
٤ - (يَزِيدُ بْنُ الأَصَمِّ) واسمه عمرو بن عُبيد بن معاوية البكّائيّ، أبو عوف الكوفيّ، نزيل الرّقّة، وهو ابن أخت ميمونة أم المؤمنين - رضي الله عنها -، يقال: له رؤية، ولا يثبتُ، ثقةٌ [٣](ت ١٠٣)(بخ م ٤) تقدم في "الإيمان" ٦٣/ ٣٥٧.