للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سَريّة، واستعمل عليهم رجلًا من الأنصار، وأمرهم أن يُطيعوه، فأغضبوه في شيء، فغضب عليهم، فقال: اجمعوا لي حطبًا، فجمعوا له، ثمّ قال: أوقدوا نارًا، فأوقدوا، ثمّ قال: ألم يأمركم رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن تسمعوا لي، وتُطيعوا؟ قالوا: بلي، قال: فادخلوها" الحديث، وفي رواية للبخاري: "فقال: عزمت عليكم لَمَا جمعتم حطبًا، وأوقدتم نارًا، ثم دخلتم".

وهذا يخالف حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -، فإن فيه: "فأوقد القوم نارًا؛ ليصنعوا عليها صنيعًا لهم، أو يصطلون، فقال لهم: أليس عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: أعزم عليكم بحقّي، وطاعتي لَمَا تواثبتم في هذه النار"، ويُجمع بتعدّد القصّة، كما سبق ترجيحه، فتنبّه.

(فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا) وفي رواية البخاريّ: "فهمّوا، وجعل بعضهم يُمسك بعضًا وفي رواية: "فلمّا همّوا بالدخول فيها، فقاموا ينظر بعضهم إلى بعض وفي رواية عند ابن جرير: "فقال لهم شابّ منهم: لا تعجلوا بدخولها(وَقَالَ الآخَرُونَ: إِنَّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا) وفي بعض النسخ": "إنما فررنا منها"؛ أي: من النار بالإيمان، فكيف ندخلها؟، وزاد في الرواية الآتية: "فكانوا كذلك، وسكن غضبه، وطُفئت النار"، وفي رواية البخاريّ: "فما زالوا حتى خَمَدت النار، فسكن غضبه"، وفي رواية: "فبينما هم كذلك إذ خمدت النار". و"خَمَد" بفتح الميم (١)، وحَكَى المطرّزيّ كسرها؛ أي: طَفِيء لهبها.

وقوله: "وسكن غضبه" هذا أيضًا يخالف حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -، (٢) فإن فيه: "أنه كانت به دُعَابة، وفيه أنهم تحجّزوا حتى ظنّ


(١) قال في "القاموس": خَمِدت النار، كنصَرَ، وسَمِعَ خَمْدًا، وخُمُودًا: سكَن لَهَبُها، ولم يُطفأ جَمرها. انتهى.
(٢) حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه -: هو ما أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ٣/ ٦٧ وصححه ابن خزيمة، وابن حبّان، والحاكم من طريق عُمَر بن الحكم بن ثوبان، أن أبا سعيد الخدريّ قال: بعث رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علقمة بن مُحَرِّز على بعث أنا فيهم، حتى انتهينا إلى رأس غزاتنا، أو كنا ببعض الطريق أَذِنَ لطائفة من الجيش، وأمَّر عليهم عبد الله بن حُذافة بن قيس السهميّ، وكان من أصحاب بدر، وكانت فيه دُعابة - يعني: مِزاحًا - وكنت ممن رجع معه، فنزلنا ببعض الطريق، قال: =