للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

زُنيم، لا ابن زُنيم، ويَحْتَمِل أن يكون ممن اختُلف فيه، هل هو ابن زُنيم، أو زُنيم؟ ولكن الذي في "الصحيح" أصحّ، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: لم أجد ترجمة ابن زُنيم هذا، لا في "الإصابة"، ولا في غيرها، فليُنظر، والله تعالى أعلم.

(قَالَ: فَاخْتَرَطْتُ سَيْفِي) أي: سللته من غِمده ظنًّا بأن المشركين نقضوا الصلح، (ثُمَّ شَدَدْتُ)؛ أي: حَمَلتُ (عَلَى أُولَئِكَ الأَرْبَعَةِ) المضطجعين (وَهُمْ رُقُودٌ) بالضمّ: جمع راقد؛ أي: نائمون، قال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: رَقَدَ رَقْدًا، ورُقُودًا، ورُقَادًا: نام ليلًا كان أو نهارًا، وبعضهم يخصّه بنوم الليل، والأول هو الحقّ، ويشهد له المطابقة في قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} [الكهف: ١٨]، قال المفسّرون: إذا رأيتهم حَسِبتهم أيقاظًا؛ لأن أعينهم مُفتّحةٌ، وهم نيامٌ، ورَقَدَ عن الأمر: قَعَدَ، وتأخّر. انتهى (١).

(فَأَخَذْتُ) وفي نسخة: "وأخذت" بالواو، (سِلَاحَهُمْ) الذي علّقوه على الشجرة، (فَجَعَلْنُهُ ضِغْثًا فِي بَدِي) "الضِّغْثُ، - بكسر الضاد، وسكون الغين المعجمتين -: الْحُزْمة الْمُجتمعة من قُضبان، أو حشيش، ونحوه مما يُجمع في اليد، قاله ابن الأثير (٢).

وقال الفيّوميّ رحمهُ اللهُ: ضَغَثْتُ الشيءَ ضَغْثًا، من باب نفع: جمعتُهُ، ومنه: الضِّغْثُ، وهو قَبْضَةُ حَشِيش، مختلطٍ رطبُها بيابسها، ويقال: مِلْءُ الكفّ من قضْبانٍ، أو حَشِيشٍ، أو شَمَاريخَ، وفي التنزيل: {وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ} [ص: ٤٤] قيل: كان حُزْمَةً من أَسَلٍ، فيها مائة عُود، وهو قْضبانٌ، دِقَاقٌ، لا وَرَقَ لها، يُعْمَل منه الْحُصُرُ، يقال: إنه حَلَف إن عافاه الله لَيَجلدنّها مائة جلدةٍ، فرَخَّص الله له في ذلك تَحِلةً ليمينه، ورفقًا بها؛ لأنها لم تقصد معصيةً.

والأصل في "الضِّغْثِ" أن يكون له قُضبانٌ يَجمعها أصلٌ، ثم كَثُر حتى استُعْمِل فيما يُجْمَعُ. انتهى (٣).


(١) "المصباح المنير" ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥.
(٢) "جامع الأصول" ٨/ ٣١٩.
(٣) "المصباح المنير" ٢/ ٣٦٢.