(المسألة الأولى): حديث عمرو بن العاص - رضي الله عنه - هذا من أفراد المصنّف.
(المسألة الثانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنف) هنا في "الإيمان"[٥٧/ ٣٢٨](١٢١)، و (أحمد) في "مسنده"(٤/ ١٩٩ و ٢٠٥)، و (أبو عوانة) في "مسنده"(٢٠٠، ٢٠١)، و (أبو نُعيم) في "مستخرجه"(٣١٥)، و (ابن خزيمة) في "صحيحه"(٢٥١٥)، و (البيهقيّ) في "الكبرى"(٩/ ٩٨)، والله تعالى أعلم.
(المسألة الثالثة): في فوائده:
١ - (منها): بيان كون الإسلام يَهدم ما حصل قبله من الكبائر والآثام، ففيه بيان فضل الإيمان، وهو وجه المطابقة في إيراده في أبواب الإيمان.
٢ - (ومنها): بيان أن الهجرة، والحجّ يهدمان ما قبلهما، لكن قيّده جمهور العلماء بالصغائر، والأرجح عندي أنه يعمّ الكبائر والصغائر، ويدلّ عليه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "من حَجّ لله، فلم يَرفُث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه"، متّفق عليه، فإنه تشبيه بليغ في غفران جميع الذنوب، فان العبد حينما يولد ليس عليه شيء من الذنوب كبائرها وصغائرها، وسيأتي تمام البحث في ذلك في محلّه - إن شاء الله تعالى.
٣ - (ومنها): استحباب تنبيه المحتضر على إحسان ظنه بالله سبخانه وتعالى وذكر آيات الرجاء، وأحاديث العفو عنده، وتبشيره بما أَعَدَّه الله تعالى للمسلمين، وذكر حسن أعماله عنده؛ ليُحْسِن ظنه بالله تعالى، ويموت عليه، وهذا الأدب مستحب بالاتفاق، وموضع الدلالة له من هذا الحديث قول عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - لأبيه:"أما بَشّرَك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكذا؟ ".
وكان السلف يستحبّون هذا التذكير، روي عن المعتمر أنه قال لابنه: يا بُنيّ حدّثني بالرخص لعلي ألقى الله تعالى، وأنا أحسن الظنّ به. وروي مثل ذلك عن ابن حنبل، ثم إن الرجاء يورث محبّة لقاء الله تعالى التي هي سبب لمحبته لقاء عبده.
فقد أخرج الشيخان عن أنس، عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -