للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويُزاد وجه سادس، وهو ضمّ الاسم بعد حذف الياء، كالمفرد اكتفاءً بنيّة الإضافة، وذلك فيما يكثر نداؤه مضافًا للياء، كالربّ، والأبوين، والقوم، قرئ: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} [يوسف: ٣٣]، وحُكي "يا ربُّ اغفر لي"، و"يا أُمُّ لا تفعلي".

ويزاد على هذه الستة إذا كان المنادى "أبًا" و"أمًّا"، أربع لغات:

يقال: "يا أبتِ" و"يا أمت"، بفتح التاء، وكسرها، وإليه أشار ابن مالك بقوله:

وَفِي النِّدَا "أَبَتَ" "أُمَّتَ" عَرَضْ … وَاكْسِرْ أَوِ افْتَحْ وَمِنَ الْيَا التَّا عِوَضْ

فصارت اللغات مع الستة الماضية ثمانية، ويزاد تاسع، وهو ضم التاء، نُقل عن الخليل أنه سَمِعَ من العرب من يقول: يا أبتُ، ويا أُمّتُ. وعاشرٌ، وهو إلحاق ألف الندبة، فيقال: يا أبتا، ويا أمتا، وهذه تلحقها هاء السكت، فيقال: يا أبتاه، ويا أمتاه، فجملة اللغات في نداء الأب والأم عشر لغات.

ولا يجوز إثبات الياء، فلا تقول: يا أبتي، ويا أمّتي، إلا في الضرورة، كقوله [من الطويل]:

أَيَا أَبَتِي لَا زِلْتَ فِينَا فَإِنَّمَا … لَنَا أَمَلٌ فِي الْعَيْشِ مَا دُمْتَ عَائِشَا

والهاء هي هاء السكت تزاد وقفًا ساكنة، كما قال في "الخلاصة":

وَوَاقِفًا زِدْ هَاءَ سَكْتٍ إِنْ تُرِدْ … وَإِنْ تَشَا فَالْمَدَّ وَالْهَا لَا تَزِدْ

ولا تزاد في الوصل إلا في الضرورة، فتزاد مضمومة، ومكسورة، وأجاز الفرّاء زيادتها في الوصل بالوجهين (١).

وعلى قول الفرّاء: يجوز في هذا الحديث "يا أبتاه" بضمّ التاء كما هو الشائع على الألسنة، وكذا يجوز كسرها، ولكن الأولى إسكانها، كما هو رأي جمهور النحاة، فتنبّه لهذه الدقيقة، والله تعالى أعلم بالصواب.

(أَمَا) بفتح الهمزة، وتخفيف الميم، أداة استفتاح بمنزلة "ألا"، ويحتمل أن تكون بمعنى "حَقًّا"، أو "أحقًّا"، وصوّب ابن هشام كونها كلمتين، الهمزة


(١) راجع: "حاشية الصبان على الأشموني" ٣/ ١٥٨ - ١٧١، و"حاشية الخضري على ابن عقيل" ٢/ ١٣.