للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قائد هوازن، لَمّا انهزم دخل الطائف، وكان له حصن بلية، وهي بكسر اللام، وتخفيف التحتانية، على أميال من الطائف، فمَرّ به النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وهو سائر إلى الطائف، فأمر بهدمه. انتهى (١).

[تنبيه]: كانت غزوة الطائف في شوّال سنة ثمان من الهجرة، قاله موسى بن عقبة، وعليه جمهور أهل المغازي، وقيل: بل وصل إليها في أول ذي القعدة، ذكره في "الفتح" (٢).

وقوله: (وَكَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ أَعْطَاهُ جَارِيةً مِنَ الْخُمْسِ) وقال ابن إسحاق في "المغازي": حدّثني أبو وَجْرة يزيد بن عبيد السعديّ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أعطى من سبي هوازن عليّ بن أبي طالب جارية، يقال لها: ريطة بنت حبان بن عمير، وأعطى عثمان جارية، يقال لها: زينب بنت خناس، وأعطى عمر قلابة، فوهبها لابنه، قال ابن إسحاق: فحدثني نافع، عن ابن عمر، قال: بعثت جاريتي إلى أخوالي في بني جُمَح؛ ليصلحوا لي منها حتى أطوف بالبيت، ثم أتيتهم، فخرجت من المسجد، فإذا الناس يشتدّون، قلت: ما شأنكم؟ قالوا: رَدّ علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءنا، وأبناءنا، فقلت: دونكم صاحبتكم، فهي في بني جُمَح، فانطلقوا، فأخذوها.

قال الحافظ رحمه الله: وهذا لا ينافي قوله في رواية حماد بن زيد: أنه وهب عمر جاريتين، فيجمع بينهما بأن عمر أعطى إحدى جاريتيه لولده عبد الله، والله أعلم.

قال: وذكر الواقديّ أنه أعطى لعبد الرحمن بن عوف، وآخرين معه من الجواري، وأن جارية سعد بن أبي وقاص اختارته، فاقامت عنده، وولدت له، والله أعلم. انتهى (٣).

وقوله: (سَبَايَا النَّاسِ) "السبايا: جمع سَبِيّة، كعطايا جمع عطيّة، من سبيتُ العدوّ سبيًا: إذا أخذتهم عبيدًا وإماءً، فالغلام سَبِيّ، أو مسبيّ، والجارية سبيّة، أو مسبيّة، وقومٌ سَبْيٌ وَصْفٌ بالمصدر.


(١) "الفتح" ٩/ ٤٤٩ - ٤٥٠.
(٢) راجع: "الفتح" ٩/ ٤٤٩ - ٤٥٠.
(٣) راجع: "الفتح" ٩/ ٤٣٧ - ٤٣٨، كتاب "المغازي" رقم (٤٣٠٣).