للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأما القاسم، فقد أسلفت أنه ليس له عند المصنّف إلا هذا الحديث، فتنبّه.

(قَالَ؛ أَيُّوبُ) السَّخْتيانيّ (وَأنا لِحَدِيثِ الْقَاسِمِ أَحْفَظُ مِنِّي لِحَدِيثِ أَبِي قِلَابَةَ)؛ يعني: أن حفظه حديث القاسم أتمّ من حفظه لحديث أبي قلابة (قَالَ) زَهْدم (كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى) الأشعريّ -رضي الله عنه- (فَدَعَا بِمَائِدَتِهِ، وَعَلَيْهَا لَحْمُ دَجَاجٍ) هو اسم جنس، مُثَلَّث الدال، ذكره المنذريّ في "الحاشية"، وابن مالك وغيرهما، ولم يحك النوويّ الضم، والواحدة دجاجة مثلثةً أيضًا، وقيل: إن الضم فيه ضعيف، قال الجوهريّ: دخلتها الهاء للوحدة، مثل الحمامة، وأفاد إبراهيم الحربيّ في "غريب الحديث" أن الدِّجَاج بالكسر: اسم للذكران دون الإناث، والواحد منها دِيكٌ، وبالفتح الإناث، دون الذكران، والواحدة دَجَاجة بالفتح أيضًا، قال: وسُمّي به لإسراعه في الإقبال والإدبار، من دَجّ يَدِجُّ: إذا أسرع.

ودجاجة اسم امرأة، وهي بالفتح فقط، ويسمى بها الْكُبّة من الْغَزْل، قاله في "الفتح" (١).

(فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ) هو اسم قبيلة يقال لهم أيضًا: تيم اللات، وهم من قُضاعة (أحْمَرُ، شَبِيهٌ بِالْمَوَالِي)؛ أي: بالعجم، قال الداوديّ: يعني: أنه من سبي الروم، قال الحافظ: كذا قال، فإن كان اطّلَع على نقل في ذلك، وإلا فلا اختصاص لذلك بالروم دون الْفُرْس، أو النَّبَط، أو الديلم. انتهى (٢).

[تنبيه]: قال في "الفتح": هذا الرجل هو زَهْدَم الراوي، أبهم نفسه، فقد أخرج الترمذيّ من طريق قتادة، عن زهدم، قال: "دخلت على أبي موسى، وهو يأكل دجاجًا، فقال: ادْنُ، فَكُلْ، فإني رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأكله" مختصرًا، وقد أشكل هذا؛ لكونه وُصِف الرجل في رواية الباب بأنه من بني تيم الله، وزهدم من بني جَرْم، فقال بعض الناس: الظاهر أنهما امتنعا معًا: زهدم، والرجل التيميّ، وحَمَلَهُ على دعوى التعدد استبعاد أن يكون الشخص


(١) "الفتح" ١٢/ ٤٩٣ - ٤٩٤، رقم (٥٥١٧ و ٥٥١٨).
(٢) "الفتح" ١٥/ ٤٠٦ رقم (٦٧٢١ و ٦٧٢٢).