للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المدينة. انتهى (١).

والحديث من أفراد المصنّف - رحمه الله -، والله تعالى أعلم.

[تنبيه]: قال الإمام البخاريّ - رحمه الله - في "كتاب النكاح" من "صحيحه": "باب من أجاب إلى كُراع":

(٥١٧٨) - حدّثنا عبدانُ، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو دُعيتُ إلى كُراع لأجبت، ولو أُهدي إليّ كُراعٌ لقَبِلتُ".

قال في "الفتح": الْكُراع: بضم الكاف، وتخفيف الراء، وآخره عين مهملة: هو مُسْتَدَقّ الساق من الرِّجْل، ومن حَدّ الرسغ من اليد، وهو من البقر والغنم بمنزلة الوظيف من الفرس والبعير، وقيل: الكراع ما دون الكعب من الدواب، وقال ابن فارس: كراع كل شيء طرفه.

قال: وتقدّم في "الهبة" من طريق شعبة، عن الأعمش، بلفظ: "ذِراع، أو كراع" بالتخيير، والذراع أفضل من الكراع، وفي المثل: أنفق العبد كُراعًا، وطَلَب ذراعًا، وقد زعم بعض الشراح، وكذا وقع للغزاليّ أن المراد بالكراع في هذا الحديث المكان المعروف بكراع الغميم - بفتح المعجمة - وهو موضع بين مكة والمدينة، وزعم أنه أَطلق ذلك على سبيل المبالغة في الإجابة، ولو بَعُد المكان، لكن المبالغة في الإجابة مع حقارة الشيء أوضح في المراد، ولهذا ذهب الجمهور إلى أن المراد بالكراع هنا كراع الشاة.

قال: وأغرب الغزالي في "الإحياء" فذكر الحديث بلفظ: "ولو دُعيت إلى كراع الغميم"، ولا أصل لهذه الزيادة.

وقد أخرج الترمذيّ من حديث أنس - رضي الله عنه -، وصححه مرفوعًا: "لو أُهدي إليّ كراع لقبلت، ولو دعيت لمثله لأجبت".

وأخرج الطبراني من حديث أم حكيم بنت واح، أنها قالت: يا رسول الله أتكره الهدية؟ فقال: "ما أقبح ردّ الهدية؟. . ." فذكر الحديث، ويستفاد سببه من هذه الرواية.


(١) "شرح النوويّ" ٩/ ٢٣٥.