٥ - (ابْنُ عُمَرَ) هو: عبد الله العدويّ، أبو عبد الرَّحمن الصحابيّ الشهير - رضي الله عنهما -، مات سنة (٣ أو ٧٤) (ع) تقدم في "الإيمان" ١/ ١٠٢.
لطائف هذا الإسناد:
١ - (منها): أنه من خُماسيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -.
٢ - (ومنها): أن رجاله رجال الجماعة، سوى شيخه أبي بكر، فما أخرج له الترمذيّ.
٣ - (ومنها): أنه مسلسل بالمدنيين، من عبيد الله، والباقون كوفيّون.
٤ - (ومنها): أن فيه رواية تابعي عن تابعيّ.
(ومنها): أن فيه ابن عمر - رضي الله عنهما - من العبادلة الأربعة، والمكثرين السبعة، روى (٢٦٣٠)، والله تعالى أعلم.
شرح الحديث:
(عَن ابْنِ عُمَرَ) - رضي الله عنهما - (أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ الشَّجَرَةِ) قال القاضي عياض - رَحِمَهُ اللهُ -: هو موضع معروف على طريق مَن أراد الذهاب إلى مكة من المدينة، كان النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يخرج منه إلى ذي الحليفة، فيبيت بها، وإذا رجع بات بها أيضًا. انتهى (١).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يعني - والله أعلم - الشجرة التي بذي الْحُليفة التي أحرم منها، كما قال ابن عمر في الحديث المتقدّم، ولعلها هي الشجرة التي وَلدت تحتها أسماء بنت عميس. انتهى (٢).
(وَيَدْخُلُ مِن طَرِيقِ الْمُعَرَّسِ) - بفتح الراء المثقلة، وبالمهملتين - موضع التعريس، والتعريس: النزول من آخر الليل، وهو مكان معروف أيضًا، وكلٌّ من الشجرة، والْمُعَرَّس على ستة أميال من المدينة، لكن المعرَّس أقرب (٣).
(وَإِذَا دَخَلَ مَكَّةَ دَخَلَ مِنَ الثَّنِيَّةِ الْعُلْيَا) الثنية: هي الْهَضْبة (٤)، وقيل:
(١) "مشارق الأنوار" ٢/ ٢٦٢.
(٢) "المفهم" ٣/ ٣٧٠، ٣٧١.
(٣) "الفتح" ٤/ ٤٥٦.
(٤) "الْهَضْبَةُ": الجبل المنبسط على وجه الأرض، والْهَضْبة: الأَكَمة القليلة النبات، =