للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الوداع"، فيَحْتَمِل أن يتعلّق بـ "طيّبتُ"، أو بخبر مبتدإ محذوف؛ أي: ذلك كائن في حجة الوداع، وكذا قوله: "للحلّ والإحرام"، فتنبّه، والله تعالى أعلم.

والحديث متّفقٌ عليه، وقد مضى تمام البحث فيه قريبًا، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالسند المتّصل إلى الإمام مسلم بن الحجاج - رحمه الله - المذكور أولَ الكتاب قال:

[٢٨٢٩] (. . .) - (وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنْ ابْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - بِأَيِّ شَيْءٍ طَيَّبْتِ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَ حِرْمِهِ؟ قَالَتْ: بِأَطْيَبِ الطِّيبِ).

رجال هذا الإسناد: ستة:

١ - (أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ) تقدّم قبل باب.

٢ - (زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ) تقدّم قريبًا.

٣ - (عُثْمَانُ بْنُ عُرْوَةَ) بن الزبير بن العوّام المدنيّ، أخو هشام، وكان أصغر منه، لكنه مات قبله، ثقةٌ [٦] ما قبل (١٤٠) (خ م س ق) تقدّم في "شرح المقدّمة" جـ ٢ ص ٤١٤.

والباقون ذُكروا قبله.

وقوله: (عِنْدَ حِرْمِهِ) أنه يجوز كسر حائه، وضمّها؛ أي: عند إرادته الإحرام.

وقولها: (بِأَطْيَبِ الطِّيبِ) هو المسك، كما جاء تفسيره عند المصنّف - رحمه الله - في "الأدب" من حديث أبي سعيد الخدريّ - رضي الله عنه - بلفظ: "والمسك أطيب الطيب".

وفي الرواية التالية: "كنت أطيّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأطيب ما أقدر عليه وفي رواية: "طيّبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحِرمه حين أحرم، ولحلّه قبل أن يُفيض بأطيب ما وجدتُّ وفي رواية: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يُحرِم يتطيّب بأطيب ما يجد وفي رواية: "كأني أنظر إلى وَبِيص المسك في مَفْرِق